أثار اكتشاف جزء من مخطوطة قبطية من ورق البردي عمرها عدة قرون، عثر عليها وتحدثت عن إمكانية وجود زوجة للمسيح غضبا مسيحيا عارما وتبحث الكنيسة ما جاء في المخطوطة وما تم إعلانه عنها كيفية الرد عليها. وتقول الكتابة غير المكتملة الموجودة في المخطوطة:« قال لهم يسوع إن زوجتي» وتشير التقارير الأولية إلى أن المخطوطة المكتشفة تعود إلى من منتصف القرن الثاني بعد الميلاد، وفي حين أن مالكها لم يكشف عن اسمه، لكنه تقدم بها إلى جامعة هارفارد، من أجل إجراء الدراسة عليها في ديسمبر العام الماضي.
وبحسب قناة « سي إن إن» الإخبارية الأمريكية أعلنت البروفيسور كارين كينج من كلية اللاهوت في جامعة هارفارد محتوى قطعة المخطوطة الصغيرة، أمس الثلاثاء في العاصمة الإيطالية روما.
غير أن كينج قالت ل سي إن إن: « إن النص الموجود « لا يقدم دليلا على أن يسوع كان متزوجا»، مضيفة أن « هذا الجزء، من المخطوطة لا يثبت أنه كان غير متزوج أيضا.. لذلك نحن في نفس الموقف قبل العثور عليها، لا نعرف ما إذا كان متزوجا أم لا".
وقال القمص « عبد المسيح بسيط »، أستاذ الدفاع اللاهوتي بالكنيسة الأرثوذوكسية لمحيط « نبحث ما جاء نصا في شبكة سي ان ان حول هذه المخطوطة وسنرد عليها إذا كانت تحمل أخطاء أو ادعاءات كاذبة على السيد المسيح ، لكن حتى الآن لا نمتلك من المعلومات الكثير حول هذا الموضوع "، تزييف للتاريخ والعقيدة.
وقال " اسحق حنا " أمين عام الجمعية المصرية للتنوير والأستاذ بمعهد الدراسات القبطية ل "محيط " للرد على هذا الادعاء أساسين تاريخي وعقائدي، أما التاريخي فإذا كانت الوثيقة المكتشفة تحمل كلاما على لسان السيد المسيح يفيد بأنه كان متزوجا فأولى أن يقوله باللغة الآرامية التي كان يتحدث بها وليس باللغة القبطية، فهذا أول ما يدحض كذب هذه المخطوطة».
وأضاف اسحق حنا « المسيحية دخلت مصر سنة 70 ميلادية وتوغلت في مصر بعد 100 عام من دخولها وبدأت عقيدة المسيحية تتثبت أساسياتها ومن يفهم رسالة المسيحية يجد أن هذه المخطوطة المزعومة تخالف وتناقض العمود الفقري الذي بنيت عليه المسيحية وهي أن المسيح لا يمكن أن يكون متزوجا لأن المسيح في العقيدة المسيحية هو الله الذي جاء ليخلص البشرية ويرفع الإنسان من حالة العبودية إلى مكانته السامية، كما أن المسيح لابد أن شخصا غير محدود لأنه يحمل خطايا بشرية غير محدودة ولذا لابد أن يكون بلا خطيئة حتى يفتدي البشرية بالإضافة إلى أن عملية الفداء هذه سيضعها المسيح على الصليب ثم ينتقل إلى مكانه الأساسي والأبدي قلا يصح أن ينتقل إلى مكانه الأبدي ومعه زوجة».
وأكد اسحق حنا « أنه ربما اختلطت بعض الأمور على البعض في العصور الأولى للمسيحية بمصر فنسب إليه ما جاء في الوثيقة المزعومة وهؤلاء لا يعرفون شيئا عن العقيدة المسيحية، وقد يحدث تلويث للعقائد، حيث كانت المسيحية تتعرض لأفكار تخرج عن إطارها العام وكان يسمى هذا بالهرطقات، لكن حتى على افتراض ذلك فان الهرطقات غالبا ما تكون فيما هو موجود ومتشابه مثل حقيقة المسيح فهناك من يرى من المسيحيين أنه بشر كامل ومنهم من يرى أنه اله كامل تجسد في صورة بشر ، لكن أن يأتي شخص أو وثيقة تدعي شيئا جديدا ولم يتطرق إليه أحد فهذا ليس هرطقة وإنما كذب ودليل على تزوير هذه الوثيقة».
ويقول القمص كيرلس قلتا « المسيح قال مملكتي في السماء وليس لي مملكة في العالم الأرضي»، ومن هذا المنطلق فليس للمسيح زوجة على الإطلاق وما يقال عن ذلك إنما هو افتراءات كاذبة وإساءات للمسيحية لا نقبلها».
وأضاف، « في الأناجيل جميعها، ليس هناك ذكر لحالة المسيح الاجتماعية، في حين أن الروايات كلها تذكر أب يسوع وأمه وإخوته»، وتحكي الأناجيل الأربعة، متى، ومرقس، ولوقا، ويوحنا، قصة ولادة يسوع والطفولة المبكرة ثم تنتقل لفترة النبوءة لمدة ثلاث سنوات، قبل أن تسهب في مسألة "موته وقيامته"، وفكرة أن المسيح كان متزوجا ليست جديدة، إذ أن كتابات أخرى عن حياة يسوع من العصور القديمة، تشير إلى أنه ربما تزوج من مريم المجدلية، وهي إحدى التلاميذ المقربين من المسيح. مواد متعلقة: 1. الكنيسة المصرية تهدد بالانسحاب من التأسيسية ما لم يتم احترام التعددية والمواطنة 2. أبو إسلام: ممدوح رمزي "متطرف".. ولا وجود ل"الإنجيل" وأتحدى الكنيسة - فيديو 3. ناطق باسم الكنيسة القبطية: تصوير فيلم "براءة المسلمين" عمل رديء وغير مسؤول