القدس المحتلة: قالت مصادر صحفية إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبدي استعدادًا لمنح الفلسطينيين "إغراءات" من أجل إقناع الإدارة الأمريكية بالعدول عن مطلبها بتجميد الاستيطان في القدس ولو بشكل موقت. وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في عددها الصادر أمس أن نتنياهو مستعد لإبلاغ الأمريكيين استعداد إسرائيل للمساعدة في إقامة مدينة فلسطينية بالقرب من رام الله، والسماح بإقامة مراكز للشرطة الفلسطينية في مناطق "ب"، في الضفة الغربية التي تخضع الصلاحيات الأمنية فيها لإسرائيل وفق اتفاقيات أوسلو، بالإضافة إلى إطلاق معتقلين فلسطينيين. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن "معاريف" أن نتنياهو في ضائقة كبيرة، إذ إنه من ناحية غير قادر على الاستجابة لمطالب واشنطن بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية لا سيما في القدسالمحتلة، ولو فترة محدودة بسبب معارضة شركائه في الحكومة، ومن ناحية ثانية غير قادر على التسليم ببقاء الأزمة مع الولاياتالمتحدة، لا سيما أنها قد تؤدي إلى خروج حزب العمل من الحكومة. ونقلت الصحيفة عن مقربي نتنياهو انتقادات حادة لإدارة أوباما والفريق الذي يعمل معه، متهمينها بالسعي لإسقاط الحكومة الإسرائيلية الحالية. ويتهم مقربو نتنياهو إدارة أوباما ب "التدخل السياسي العميق والنبش في الجهاز السياسي الإسرائيلي" بغية تهيئة الظروف نحو التخلص من الحكومة القائمة. ونقلت الصحيفة عن المقربين زعمهم أن إدارة أوباما تحرص على دفع عدد من الصحفيين الإسرائيليين لتوجيه الانتقادات بشكل يومي للسياسة التي ينتهجها نتنياهو. ويشكو المقربون بشكل خاص من الأنشطة التي تقوم بها السفارة الأمريكية في تل أبيب في هذا المجال، حيث تظهر قدرًا كبيرًا من التدخل في الشئون السياسية الإسرائيلية، مشيرين إلى أن السفارة تعتمد في تحركها على معلومات منظمة حول كل ما يؤثر في الحلبة السياسية الداخلية. يذكر أن مشروع إقامة مدينة فلسطينية شمال رام الله باسم "الروابي" الذي يبدي نتنياهو استعدادا للمساعدة فيه يلقى معارضة كبيرة من معظم الأوساط الفلسطينية، حيث إن هذه المدينة مخصصة بشكل خاص لاستيعاب الفلسطينيين الذين يقطنون في مخيمات الضفة الغربية، وهو ما تعتبره هذه الأوساط جزءا من الالتفاف على أزمة اللاجئين داخل الضفة الغربية وليس عبر عودتهم إلى الأراضي التي هُجّروا منها عام 1948.