سلطت الصحف الغربية الصادرة اليوم الأحد الضوء على تداعيات بث الفيلم الأمريكي "براءة المسلمين" المسيء للرسول الكريم ،والاحتجاجات واسعة النطاق التي انفجرت على إثره في الدول العربية والإسلامية،ومدى تأثير ذلك على السياسات التي تتبعها الولاياتالمتحدة في المنطقة. وذكرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن الاحتجاجات العارمة التي عمت دول المنطقة ضد الولاياتالمتحدة أظهرت أن دعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما لثورات الربيع العربي أتى بنتائج عكسية حتى الان، ولا سيما في حال قررت إسرائيل التدخل ضد إيران.
وقالت الصحيفة في سياق تعليق أوردته على موقعها الألكتروني أنه في الوقت الذي قرر فيه الرئيس أوباما دعم الربيع العربي خلال العام الماضي، فإنه أضحى مثل خبير المفرقعات الذي قرر إجراء انفجار محكم لقنبلة غير مستقرة بشكل كبير دون أن يدرك جيدا ما الذي تحمله بداخلها.
وأضافت "أن الاحتجاجات العربية ضد الفيلم الذي أساء إلى النبي محمد (ص) كانت من أقل التداعيات التي تمخضت عن دعم الرئيس أوباما لثورات الربيع العربي؛ حيث تعد احتمالية مهاجمة إيران من كبريات هذه التداعيات التي ربما تفجر رد فعل عنيف من قبل طهران وحليفاتها، ولا سيما مع استياء المسلمين في جميع ارجاء المنطقة من شن تدخل عسكري جديد في الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أن أي اساءة متعمدة إلى العقيدة الإسلامية،ولا سيما منذ هجمات 11 سبتمبر، كانت تقابل دوما بخروج المظاهرات الحاشدة من قبل المسلمين للتنديد بها مشيرة إلى المخاوف العديدة التي تؤرق الحكومات العربية بشأن الأحداث التي مرت بها المنطقة خلال الفترة الأخيرة،ولا سيما مع امكانية خروج الصراع الطائفي الذي تمر به سوريا حاليا عن السيطرة.
وقالت الصحيفة البريطانية -في ختام تعليقها- "أنه على الرغم من أن إيران أصبحت كالدب الجريح لاحتمال فقدان حليفتها سوريا،لذا فإن المسلمين السنة في جميع أرجاء المنطقة يشعرون بقلق بالغ حيال الوضع الراهن على نحو دفعهم للاعتقاد بأن الوقت المناسب لم يحن بعد لشن تدخل عسكري غربي جديد".
من جانبها، ألقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على التحقيقات الجارية في ليبيا حاليا لكشف ملابسات الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الذي راح ضحيته السفير كريس ستيفنز بجانب ثلاثة آخرين من طاقمه الدبلوماسي.
وقالت الصحيفة في سياق تعليقها:"إن الأنباء الخاصة بتورط جماعة انصار الشريعة الإسلامية الليبية في الهجوم على القنصلية الأمريكية بات يزيد من كم الأسئلة حول الدافع من وراء شن هذا الهجوم"، مشيرة إلى تصريحات رئيس المؤتمر الوطني الليبي الدكتور محمد المقريف عن تورط عناصر أجنبية في الهجوم.
وأوضحت أن المقريف لم يكشف بعد إلى أي مدى كان هذا الهجوم مدبرا ومخطط له في السابق بيد أن مسئولين أمريكيين كانوا قد أكدوا عدم وجود أدلة استخباراتية قبل الهجوم تفيد باعتزام ميليشيات مسلحة الاقدام على تنفيذه-سواء كانت ميليشيات محلية او أخرى ذات صله بتنظيم القاعدة وان الميلشيات لم تكن تستهدف السفير الامريكي ايضا.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم ان التحقيقات الخاصة بالهجوم مازالت مستمرة ولذلك يتعذر استنتاج الطرف المسئول عن هذا الهجوم.
بدورها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الاحتجاجات التي عمت الدول العربية والإسلامية على خلفية الفيلم دفعت البيت الأبيض لتحضير نفسه لمعايشة فترة طويلة من الاضطرابات المحتمل اندلاعها في العالم الاسلامي لتختبر مدى فعالية الامن المفروض على البعثات الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة وقدرة الرئيس باراك أوباما على تشكيل قوى التغيير في الشرق الأوسط.
وقالت الصيحفة في سياق تعليقها على موقعها الألكتروني أنه على الرغم من قلة حدة هذه الاحتجاجات أمس إلا أن مسئولين بارزين في الادارة الأمريكية أعلنوا أن الاحتجاجات العنيفة التي تندلع في بعض البلدان الاسلامية تنذر بفترة من عدم الاستقرار المستمر مع عواقب دبلوماسية وسياسية لا يمكن التنبؤ بها.
ورأت أن استياء العالم الإسلامي من هذا الفيلم بات في حقيقة الأمر يمثل اعقد الازمات التي تواجه الرئيس أوباما في ملف السياسة الخارجية لبلاده ولا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في شهر نوفمبر القادم.
وتناولت الصحيفة تحليلات عدد من الخبراء السياسيين في هذا الشأن،حيث اعتبر البعض منهم أن الازمة الراهنة التي تعصف بالادارة الأمريكية أثارت تساؤلات عدة حول المبادئ الرئيسية التي يتبعها الرئيس اوباما في سياسته لمنطقة الشرق الأوسط ومنها:"هل فعل الرئيس أوباما ما يكفي خلال ثورات الربيع العربي لمساعدة هذه الشعوب على الانتقال من الحكم الديكتاتوري إلى الحكم الديمقراطي.
مواد متعلقة: 1. الفيلم المسىء وصراع الاديان 2. وقفات ومسيرات احتجاجية تنديدا بالفيلم المسىء للرسول بالعديد من المحافظات 3. الخارجية التونسية تدين الفيلم المسىء للرسول الكريم