أ ش أ: أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مجددا دعم بلاده لعملية الانتقال الديمقراطي فى بلدان الثورات العربية. وأعرب فابيوس فى الكلمة التى ألقاها مساء أمس الخميس أمام طلاب كلية العلوم السياسية بباريس عن أمله فى " أن نكون قادرين على النظر بثقة إلى الثورات العربية على الرغم من وجود عدم يقين كبير".
وقال إن بلاده تساند عملية الانتقال الديمقراطي "ولكننا نعرف أنه لا تبنى الديمقراطية في يوم واحد ولا على نحو سلس"، موضحا أن الوقت فقط هو من يجعل الشعوب قادرة على حكم أنفسهم بأنفسهم.
وتوقع رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن تكون عملية الانتقال طويلة "وفوضوية على الأرجح"،مشيرا الي أن بلاده تحدد الخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها والتي تشمل احترام التعددية السياسية والحقوق الديمقراطية، وحقوق المرأة والأقليات.
وتطرق فابيوس إلى الأزمة السورية حيث أكد أن الشعب السوري يعيش آلاما قاسية تصيب الضمائر، مشيرا إلى أن باريس تتحرك حيال الحالة الطارئة التي تشهدها البلاد.
وأكد فابيوس أهمية المساعدة الإنسانية ومساعدة المناطق التي تم تحريرها في شمال سوريا للسماح للمقاومة بتقوية مراكزها.
وشدد وزير الخارجية الفرنسي على أن نهاية العنف فى سوريا "يتحقق من خلاله حل سياسي يبدأ برحيل بشار الأسد وتشكيل حكومة تضم كافة شرائح المجتمع السوري"، موضحا أن الجهود الفرنسية تصب فى هذا الصدد "حتى وإن كان لا يوجد للأسف مخرج سهل لأزمة معقدة كتلك".
وقال فابيوس إن السلام والأمن يعد من بين التحديات مع وجود بؤر عدم الاستقرار فى العديد من المناطق والتى تؤثر ليس فقط على المحيط الجغرافي بل تمتد لأبعد من ذلك لتشكل تهديدا مباشرا خاصة مع وجود الشبكات الإرهابية، مشيرا إلى انه بعد وفاة أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة السابق) والضعف النسبي الذي أصاب القاعدة والأمل الذى أفرزته الثورات في الدول العربية اعتقد البعض أن الإرهاب سوف يتراجع ولكن "للأسف ليس هذا هو الحال".
وتطرق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى ما اسماه "قوس الأزمات" الحالية والتى تمتد من مالى إلى أفغانستان مرورا بسوريا وإيران والشرق الأوسط، موضحا أن العديد من التحديات تتشابك، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الأمني أو العقائدي.
وأكد وزير خارجية فرنسا أن القضية الفلسطينية - الإسرائيلية تبقى "لب" العديد من الصراعات "ومن هنا جاءت الأهمية الكبرى لدفع عملية سلام"، مشيرا إلى أن الهدف يبقى الوصول إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة مع ضمان أمن إسرائيل.
وأوضح فابيوس انه وفي مواجهة هذه التوترات والصراعات، فمن المهم أن تكون هناك رؤية عالمية تتركز على التنمية والديمقراطية والاستقرار السياسي, مضيفا " التزامنا بالاستقرار والأمن لا ينفصل عن تمسكنا بالمبادئ التي تشكل هوية فرنسا وهى تعزيز حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية".
وتطرق وزير الخارجية الفرنسي فى كلمته إلى القضية النووية الإيرانية التى تشكل "مصدر قلق كبير".. مضيفا أن ايران لها الحق بموجب المعاهدات الدولية، لتطوير قدرات نووية مدنية ولكن امتلاك طهران للأسلحة النووية التي من شأنها أن تزيد من خطر انتشار الأسلحة النووية وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها " لن يكون مقبولا".
وقال "نطبق مع إيران سياسة العقوبات وفى الوقت نفسه الحوار"ولكن دون نجاح يذكر".
وطرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فرضية وضع "مدونة سلوك" تسمح بتجاوز عدم تحرك مجلس الأمن الدولي حيال الأزمات الإنسانية والانتهاكات المكثفة لحقوق الإنسان.
وقال فابيوس إن هذا "النوع من مدونة السلوك يتعهد بموجبها الأعضاء دائمي العضوية بمجلس الأمن الدولي بعدم ممارسة حقهم في النقض (الفيتو) في الأوضاع التي تشهد أزمات إنسانية خطيرة حيث لا تكون مصالحهم الحيوية على المحك" وذلك في إشارة ضمنية إلى الأزمة السورية الجارية.
وأضاف رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن بلاده تؤيد إجراء إصلاح تسمح بتوسيع مجلس الأمن الدولي. مواد متعلقة: 1. فابيوس ل"النهار": لا مخيمات بالمعنى التقليدي في لبنان 2. فابيوس يطالب بتأمين وصول المنظمات الإنسانية بحرية إلى مناطق النزاع في سوريا 3. فابيوس : القوى الغربية سترد بقوة على نظام الأسد في حال استخدامه أسلحة كيماوية