أ.ف.ب: أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين انه سيعترف بحكومة سورية مؤقتة معارضة فور تشكيلها, موضحا أن باريس تعمل مع حلفائها على إنشاء مناطق عازلة في سوريا لاحتواء تدفق اللاجئين وحمايتهم. وحذر هولاند من أن استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية سيكون "سببا مشروعا للتدخل المباشر" من جانب المجتمع الدولي.
وخصص هولاند قسماً كبيرا من خطابه الأول حول السياسة الخارجية للازمة السورية، الذي ألقاه أمام السفراء الفرنسيين في الاليزيه.
وقال انه لا بد "من تكثيف الجهود للتوصل إلى عملية انتقالية في سوريا في اقرب فرصة"، وأكد أن باريس "ستعترف" بهذه الحكومة المؤقتة فور تشكيلها.
وكان هولاند "حث" المجلس الوطني السوري الذي استقبل وفدا منه الأسبوع الماضي في باريس "على تنظيم تجمع لكافة قوى المعارضة السورية".
وأكد ضرورة رحيل الأسد منتقدا "العنف الأعمى" الذي يلجأ إليه نظام دمشق، كما أعلن هولاند أن باريس "تعمل" مع شركائها على إقامة مناطق عازلة في سوريا.
وقال "نعمل على مبادرة المناطق العازلة التي طرحتها تركيا"، مضيفا "نقوم بذلك بالتشاور مع اقرب شركائنا".
وحذر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الأسبوع الفائت من أن تركيا لن تكون قادرة على استقبال أكثر من مئة إلف لاجئ سوري على أراضيها، داعيا إلى إقامة منطقة عازلة في سوريا لاحتواء تدفق اللاجئين. وكان وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان تحدثا أخيرا عن ضرورة دراسة إقامة مناطق عازلة جزئية في سوريا بهدف حماية مخيمات اللاجئين.
كما تطرق هولاند إلى ملف برنامج إيران النووي المثير للجدل, وقال إن "القلق الأكبر مصدره الانتشار النووي"، معتبرا أن امتلاك إيران في يوم من الأيام السلاح النووي "غير مقبول".
وأضاف أن هذا القلق على صلة "بالمخاوف المشروعة التي يمكن لمثل هذا الانتشار إثارتها وردود الفعل الوقائية المشروعة التي قد تسببها وتهدد السلام بشكل مباشر".
وتتهم إسرائيل وحليفتها الولاياتالمتحدةإيران بالسعي إلى حيازة قنبلة ذرية لكن طهران تؤكد أن برنامجها النووي مدني بحت.
وتعتبر الدولة العبرية، القوة النووية الوحيدة في المنطقة، أن وجودها سيكون مهددا في حال امتلكت طهران القنبلة الذرية, وحذرت من أنها ستهاجم المنشآت النووية الإيرانية إذا دعت الحاجة.
وأضاف هولاند أن "برنامج إيران النووي من دون هدف مدني ذي مصداقية يطرح تهديدا على كافة دول المنطقة".
وتابع "انه أمر غير مقبول وخصوصا أن هذا النظام يدلي بتصريحات بانتظام (...) تدعو مباشرة إلى تدمير دولة إسرائيل".
وأوضح هولاند "سيكون من غير المقبول أن تمتلك إيران السلاح النووي, وعلى هذا البلد أن يلتزم بواجباته الدولية" الواردة في معاهدة الحد من الانتشار النووي والقرارات الدولية الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأعرب هولاند عن تأييده لتسوية الأزمة مع إيران دبلوماسيا، لكنه تدارك "طالما لن تعطي إيران أجوبة عن كافة المسائل العالقة (بشأن برنامجها النووي) ولن تلتزم بالشرعية الدولية فمن مسؤولية فرنسا تشديد العقوبات أكثر على نظام طهران".
كما أعلن هولاند انه سيشارك في قمة الفرنكوفونية التي تعقد في تشرين الأول/أكتوبر في كينشاسا بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وطلبت جمعيات كونغولية وفرنسية من هولاند "عدم المشاركة" في هذه القمة لعدم دعم نظام جوزيف كابيلا الذي يتولى رئاسة البلاد منذ 2001. مواد متعلقة: 1. هولاند: حل الأزمة السورية لا يمكن إلا بعد رحيل الأسد 2. ميركل وهولاند يحضان مجلس الأمن على اتخاذ مقررات في شأن سوريا 3. هولاند يدعو اليونان إلى إثبات «صدقية» برنامج النهوض