لندن: أكد علماء بريطانيون واستراليون أن ثلاث مواد رئيسية في مادة "الجلوتين" الموجودة في القمح والشعير"والجاودار" وهو نوعٌ من الحبوب مشابه للقمح والشعير" تؤدي لردود فعل مناعية واضطرابات هضمية. وأضاف العلماء أن تحديد هذه المواد بشكل دقيق قد يساعد على تطوير وسائل علاجية ملائمة وحتى لقاحات لمرض ما يسمى "اضطراب المناعة الذاتية في الأمعاء الدقيقة" الذي قد يصيب الناس من كافة الأعمار بسبب ردة الفعل السلبية تجاه أطعمة مثل الخبز والباستا والبسكويت. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم أن هذا المرض يؤثر على واحد من بين كل 100 شخص في المملكة المتحدة وبخاصة النساء. وقد تم الربط بين "الجلوتين" وهذا المرض قبل نحو ستين عاماً ولكن العلماء لم يتمكنوا من معرفة المركب الموجود في "الجلوتين" المسئول عن ذلك. وشملت الدراسة التي نشرت في دورية "ساينس ترانزلايشينال مديسين" الحالة الصحية ل 200 شخص يعانون من المرض كانوا يترددون على عيادات طبية في أكسفورد و ملبورن وطلب من المتطوعين أكل الخبز والجاودار أو الشعير المسلوق، ثم أخذوا عينات من دمائهم بعد مضي ستة أيام على ذلك من أجل معرفة استجابة جهاز المناعة لآلاف فتات الغلوتين أو "البيبتايد". وتمكن العلماء من تحديد 90 من هذه القطع الصغيرة جداً والتي تسبب ردة فعل مناعية وكان من بينها ثلاث سامة، طبقاً لما ورد بوكالة الأنباء القطرية "قنا". ومن جانبه، أوضح البروفسور بوب أندرسون رئيس معهد "وولتر أند ليزا هول" للأبحاث الطبية في ملبورن باستراليا"، أن هذه المركبات الثلاثة مسئولة عن معظم ردات الفعل المناعية لل"جلوتين" التي تمت ملاحظتها عند الناس الذين يعانون من المرض". وأكدت سارة سليت المديرة التنفيذية لجمعية اضطراب المناعة الذاتية، أن نتائج الدراسة الجديدة قد تؤدي لصنع لقاح ضد المرض، ولكن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث خلال العقد المقبل، موضحة أن من عوارض المرض "الإسهال والغثيان والتقيؤ وتكرر آلام المعدة والتعب والصداع وفقدان الوزن وتقرحات الفم".