أكد الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية، تعقيبا على حادث تفجير سيارة أحد الدبلوماسيين بقنصلية مصر في بنغازي، أن هذا الحادث يأتي دليلا جديدا على المخاطر الجمة التى تحيط بالعمل الدبلوماسي وبأعضاء وزارة الخارجية ، سواء من الكادر الدبلوماسي أو الإداري أو الأطقم المعاونة. وقال المتحدث - في تصريح صحفي له اليوم - " إن أول المخاطر التى تتهدد العمل الدبلوماسي، بصفة عامة، هى خطر الإرهاب، حيث سقط العديد من الدبلوماسيين المصريين ضحايا لهذه الآفة الإجرامية، ومنهم السفير كمال الدين صلاح الذى استشهد في الصومال عام 1957، مرورا بالدبلوماسي "نمير أحمدين خليل" الذى استشهد في باكستان عام 1995، انتهاء بالشهيد السفير إيهاب الشريف الذى تم اغتياله في بغداد عام 2005 ".
وأضاف " إنه جرى اختطاف عدد من سفراء مصر بالخارج في الستينات والسبعينات، من بينهم حالات تم احتجازها لعدة أسابيع ، كما يحدث كثيرا أن تقع السفارات والقنصليات المصرية في مرمى نيران الأطراف المتحاربة خلال الحروب الأهلية في العديد من الدول ".
وتابع قائلا " إن مثال ذلك ما حدث في بيروت في السبعينات، حيث سقط صاروخ عابر في مكتب السفير المصرى نفسه ، كما تعرضت سفارتنا في بيروت أيضا للقصف خلال حرب لبنان عام 2006 ، لكن السفارة استمرت في القيام بواجبها وتمكنت من ترحيل عشرات الآلاف من المصريين إلى مصر لتأمينهم من العدوان الإسرائيلي، وجرى ذلك في زمن قياسي وفي ظل ظروف حرب مكتملة تماما حيث استمر القصف الإسرائيلي 33 يوما وتركز على معاقل مقاتلي حزب الله في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت والتي لا تبعد أكثر من كيلومتر واحد عن السفارة المصرية".
وفي سياق المخاطر التى تعرضت لها البعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج، قال الوزير مفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية " لقد تعرضت سفارات مصر في كوت ديفوار ورواندا وبوروندى والكونغو وليبيا وأوغندا للقصف واحتجاز أعضائها وتهديدهم إبان الاضطرابات في تلك الدول خلال الفترة الماضية ".
وذكر المتحدث أن الغزو العراقي للكويت عام 1990 وضع السفارة المصرية في كل من بغداد والكويت في وضع شبه مستحيل ، وخاصة في الكويت، حيث رفضت مصر آنذاك إغلاق سفارتها أو إنزال العلم المصرى، وظل أعضاء السفارة يعملون لعدة شهور، بالتعاون مع السفارة المصرية في بغداد، التى تعرضت لصنوف شتى من التضييق والاضطهاد وسوء المعاملة، وعملت على ترحيل مئات الألوف من المصريين من البلدين، وذلك على الرغم من انقطاعهما عن العالم، حيث لم يكن متاحا أمام السفارة سوى الطريق البرى إلى الأردن الذى يبلغ طوله أكثر من ألف كيلومتر، قطعها أعضاء السفارة المصرية عشرات المرات ذهابا وإيابا في ظروف أمنية متردية للغاية لتأمين ترحيل المواطنين المصريين ، بل وإعادة جثامين المتوفين منهم.
وأشار المتحدث إلى أن تلك المخاطر تكتنف جميع أعضاء الوزارة بغض النظر عن نوعهم، حيث عملت العديد من سيدات الوزارة في مناطق صعبة وتحملن ظروفا شاقة لم تمنعهن عن أداء واجبهن بكل إخلاص.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية " إن الأخطار التى تحيط بالعمل الدبلوماسي لا تقتصر على حوادث الإرهاب فقط ، حيث كثيرا ما يعمل الدبلوماسيون المصريون فى دول تفتقر إلى الأمن بصفة عامة وتسود فيها معدلات عالية من الجريمة ، ووقعت بالفعل حالات سطو مسلح وعنف ضد دبلوماسيين مصريين ، كان أبرزها مقتل دبلوماسي مصرى في إحدى دول أمريكا اللاتينية منذ سنوات ، ومقتل حارس أمن سفارة مصر في دولة أفريقية قبل عامين ، واقتحام منزل قنصل السفارة من قبل مسلحين وسرقته وترويعه هو وزوجته وأطفاله ، واختطاف ابن ملحق إداري والإفراج عنه بعد دفع فدية باهظة.
وتابع الوزير مفوض عمرو رشدي " إن المخاطر التى تحيط بأعضاء وزارة الخارجية وأسرهم تمتد أيضا إلى الجانب الصحي، حيث يعمل عدد لا يستهان به منهم في مناطق تضربها الأمراض والأوبئة وتفتقر لأبسط شروط الرعاية الصحية، ومن أبرز الحالات في هذا الشأن وفاة ملحق إداري مصرى في إحدى الدول الأفريقية قبل سنوات جراء تلقيه حقنة ملوثة في أحد المستشفيات المحلية.
واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحه بالتأكيد على أن جميع تلك الصعاب لم ولن تفت في عضد أعضاء وزارة الخارجية أو توهن صلابة عزمهم على القيام بدورهم وأداء واجبهم نحو تمثيل مصر أمام العالم الخارجي ورعاية المصريين في الخارج.