واشنطن: أكد أول تقرير دولي من نوعه لمنظمة الصحة العالمية حول الأمراض الإستوائية المنسية, أن عدوي نقل مرض البلهارسيا على وشك الإنقراض في مصر وعدة دول أخري، هى ليبيا و المغرب وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية, لكنها لاتزال متوطنة في اليمن والصومال والسودان أكثر من غيرها من الدول في منطقة شرق البحر المتوسط, حيث يتم تنفيذ برنامج للسيطرة علي انتشارها. وأشارت الدكتور مارجريت شان مديرة المنظمة في تقديمها للتقرير من جنيف، إلى أن نحو670 مليون نسمة في75 بلداً قد تلقوا أدوية لمواجهة هذه الأمراض في نهاية 2008، طبقاً لما ورد ب"جريدة الأهرام". وأكد أشوك مولو المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن التقرير يتناول 17مرضاً منسياً, أغلبها منتشر في نصف الكرة الجنوبي ويهدد حياة مليار نسمة وهى في مجملها أمراض معدية تنتقل للإنسان عبر الماء أو الحشرات وفضلات الحيوانات أو الطعام, كما أنها تعيق من عمليات التنمية بالدول الفقيرة, مما يصعب من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية التي أقرتها الأممالمتحدة. وطبقاً للتقرير, هناك عوامل مشتركة بين الأمراض أدت إلى تجاهل شركات الدواء والدول الكبري البحث عن علاجات فعالة وشافية من هذه الأمراض أهمها أن هذه الأمراض تنتشر في الدول الفقيرة, كما تكون مؤثرة في المناطق الاستوائية والنائية التي تنتشر بها سبل العدوي من المياه أو الحشرات وتفتقد للخدمات الصحية الأساسية, مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة العلاج ورعاية المريض, إضافة لذلك فإن حجم انتشار العدوي بهذه الأمراض محدود, وبالتالي لاتمثل خطراً على الدول الغنية. ومن بين هذه الأمراض: حمى الضنك الذي ينقله البعوض ويشبه في أعراضه للأنفلونزا, إلا أنه يعد من أهم الأسباب لوفاة الأطفال بدول جنوب شرق آسيا, ويصيب نحو مليون شخص سنوياً وخمس سكان العالم معرضون للإصابة به, ولا يوجد حتى الآن علاج محدد للمرض, وتعتمد سبل المكافحة على التخلص من البعوض الحامل للمرض. واقتصادياً تعد حمى الضنك من أعلى الأمراض المنسية تكلفة, حيث يقدر ما ينفق على العلاج من المرض بنحو مليار و800 مليون دولار سنوياًً. ومن ناحية أخرى, تقدر تكلفة مقاومة داء الكلب طبقاً للتقرير إلى مليار دولار, والرمد الحبيبي إلى نحو مليارين و900 مليون دولار, أما قرحة بورولي وهى من الأمراض الجرثومية المشابهة للجذام, فتصل تكلفة علاج الفرد سنوياً ما بين 76 و428 دولاراً وهى متواجدة في33 دولة, وتعاني حالياً من الجذام 17دولة, حيث يظهر في كل منها أكثر من ألف حالة سنوياً, حيث تبلغ الأرقام الكلية للحالات نحو213 ألف حالة بنقصان90% من الإصابات التي كانت قائمة في1985, ويؤدي هذا المرض ومضاعفاته إلى الإعاقة في نحو 2 مليون حالة, لكن عمليات التعبئة ضد المرض أدت إلى شفاء أكثر من15 مليون حالة. كما أن هناك مجموعة من الأمراض البكتيرية والمعروفة باسم البكتيريا الملتوية, والتي تسبب أمراضاً عديدة منها الزهري المنقولة عبر الممارسات الجنسية, وتضم القائمة داء "شاجاس" وهو مرض طفيلي منتشر في دول أمريكا اللاتينية ويؤثر علي عضلات القلب والجهاز الهضمي والقولون. وبالنسبة لقارة إفريقيا, فينتشر مرض النوم, وهو من الأمراض الطفيلية التي تنتقل للإنسان عبر لدغة ذبابة "تسي تسي" وهى منتشرة في المناطق الريفية التي تفتقد لخدمات الرعاية الصحية وتصيب الإنسان والحيوان وتتسبب في خسائر مالية كبري تقدر بنحو نصف مليون دولار سنوياً في عدد من الدول الإفريقية.