واشنطن: أكدت دراسة أمريكية حديثة أن الأشخاص الذين يعانون الصرع منذ الطفولة وتستمر نوباته معهم إلى فترة المراهقة وما بعدها يكونون عرضة للوفاة المبكرة بمعدل أعلى منه عند أولئك الذين تتوقف عندهم النوبات قبل سن المراهقة، حيث لا يواجهون نفس المخاطر التي عادةً ما يتعرض لها مريض الصرع. وأشارت الدراسة التي نشرتها مجلة "نيو إنجلاند" الطبية حالة 245 طفلاً لمدة 40 سنة بعد أن تم تشخيص حالتهم بالصرع، وتبين أن 24% منهم توفوا أثناء تلك الفترة وهو معدل الوفاة الذي يزيد ثلاث مرات عن المعدل المتوقع للأشخاص العاديين في نفس أعمارهم. وأشار شلومو شينار مدير مركز إدارة الصرع الشامل بمستشفى الأطفال في نيويورك وكاتب الدراسة، إلى أن الأشخاص الذين بدأ عندهم المرض منذ طفولتهم ولم يتخلصوا من نوبات الصرع بمرور الزمن يعانون معدل وفيات عال، إلا أن مخاطر الوفاة لأي شخص منهم لا تزال أقل من 1%، مؤكداً أنه بتوقف النوبات تتقارب معدلات الوفاة بين هؤلاء والأشخاص الطبيعيين، طبقاً لما ور د ب"الوكالة العربية السورية". ولم تكن جميع أسباب الوفاة عند مفردات العينة المذكورة متعلقة بمرض الصرع لكن الباحثين أثبتوا أن الصرع كان السبب المباشر ل55% من هذه الحالات، كما وجدوا أن 18 حالة من حالات الوفاة كانت مفاجئة ومن دون سبب ظاهر وتسع حالات توفيت أثناء نوبة صرع وست حالات أخرى لأشخاص توفوا غرقا الأمر الذي رجح الباحثون أنه حدث بسبب نوبة صرع فاجأت أصحاب هذه الحالات أثناء ممارسة العوم أو الاستحمام. ووصل إجمالي مخاطر الوفاة المفاجئة إلى 7% خلال الأربعين سنة الماضية وفي دراسة تحليلية لم تشمل سوى الأشخاص الذي لم يتماثلوا للشفاء من الصرع ولم يكونوا يتلقون علاجا لفترة طويلة وصلت نسبة الوفاة المفاجئة وغير المبررة إلى 12 %. ورغم فشل الباحثين في معرفة أسباب الوفاة المفاجئة لمرضى الصرع، إلا أن شينار نصح المرضى بمحاولة السيطرة على المرض بالالتزام بالعلاج موضحاً أن بعض الأشخاص الذين يشعرون ببعض التحسن قد يبدؤون بالتهاون في تناول العلاج أو نسيانه. وعلقت إينا فيسليب أخصائية الأمراض العصبية عند الأطفال على نتائج الدراسة قائلة إن الآباء يجب ألا يقلقوا منها إذ إن نحو 70 % من الأطفال المصابين بالصرع يتخلصون من المرض عند سن المراهقة ومثل هؤلاء لا يواجهون خطر الموت المفاجئ.