أكد جيمس موران سفير الاتحاد الاوروبي لدى مصر أن أي فرد من حقه إنشاء حزب سياسي لأن حرية التعبير والعمل السياسي أساسية و لكن الأمر يتوقف دوما ويرجع للشعب المصري وليس الاتحاد الاوروبي. وقال سفير الاتحاد الاوروبي لدى مصر قائلا "ولكن الأمر سيختلف بالنسبة لنا إذا كان موقف أي حزب يهدد الأمن في دول الاتحاد الاوروبي"، مضيفا "بدون ذلك فإننا نأخذ موقف المشاهد ونعتبر الامور ليس من شأننا بل شأن المصريين".
جاء ذلك في حوار مطول أجراه جيمس موران سفير الاتحاد الاوروبي الليلة الماضية مع عدد من الصحفيين والاعلاميين عقب مأدبة إفطار أقامها تكريما لهم.
وأكد موران أن هناك حاجة لرؤية حكم مدني ديمقراطي في مصر، مشيرا إلى أن مصر خطت فى الاتجاه الديمقراطى بعقد انتخابات حرة ولكن لا تزال هناك بعض القضايا، وسيكون هناك أن أجلا أو عاجلا دستور جديد و هناك انتظار لرؤية الخطوات القادمة في طريق الديمقراطية. وحول الأموال المصرية المهربة لدى دول الاتحاد الاوروبي وسبل استعادتها، قال موران "إنه تم تجميد الأصول العام الماضى وهناك مفاوضات تتم بشأن استعادة تلك الأموال بين الجانب المصري وعدد من الدول"، مضيفا أن تلك العملية لا يمكن تحقيقها بين يوم وليلة فمثلا هناك دول استمرت المفاوضات معها من 3 إلى 5 سنوات قبل استعادة الأموال، لأن الجميع يريد التأكد أن الخطوات تتم بطريقة سليمة ومناسبة مما يستغرق بعض الوقت قائلا "إننا نتفهم مشاعر الإحباط لدى المصريين ولكن تلك الأمور تأخذ وقتا ولابد من تفهم الخطوات القانونية المطلوبة قبل استعادة الاموال". وأوضح أنه يحضر رمضان لأول مرة فى مصر، مؤكدا اهتمام الاتحاد الاوروبى بتعزيز العلاقات بين الاعلام و الدبلوماسية اللذان يكملان بعضهما.
أوضح جيمس موران سفير الاتحاد الاوروبي لدى مصر أن بعثة الاتحاد الاوروبي فى مصر تعد واحدة من أكبر البعثات الدبلوماسية في العالم مما يعكس الاهتمام الذي يوليه الاتحاد الاوروبي لمصر والتي تعتبر دولة جارة وشريكة. وردا على سؤال حول هناك تركيز الاتحاد الاوروبي على البرنامج النووي الإيراني وتجاهل البرنامج النووي الإسرائيلي بل ودعم الشراكة الاوروبية الإسرائيلية ب 60 مليار دولار مما يشجع إسرائيل على عدم احترام الشرعية الدولية، أكد موران أن الاتحاد الاوروبي ضد انتشار الأسلحة النووية بأيشكل. وقال "أكدت كاترين اشتون المنسق الأعلى للشئون السياسية والامنية بالاتحاد على ذلك وإننا نأمل في الاستمرار في الجهود في هذه المنطقة من العالم"، موضحا أن العلاقات الأوروبية الإسرائيلية تجارية فى المقام الأول ويوجد مشاكل مع إسرائيل واختلافات في وجهات النظر حول بعض القضايا مثل أن الاتحاد الأوروبى يؤمن بأهمية قيام الدولة الفلسطينية ويعمل من أجل تحقيق هذا الهدف. وحول حزمة المساعدات الاوروبية لدول الربيع العربي وخاصة مصر، أشار موران إلى أن هناك اتفاقية تم وضعها منذ حوالى ستة أشهر و هناك حكومة لازالت جديدة فى مصر وستبدأ الخطوة القادمة قريبا فى إطار تقديم المساعدات.
وقال جيمس موران سفير الاتحاد الاوروبي لدى مصر إن هناك بالفعل مساعدات بقيمة 23 بليون دولار وهو ضعف ما كان يقدم من ثماني سنوات، مضيفا "إننا نؤمن أن المساعدات ستتضاعف في الخمس سنوات القادمة"، معربا عن الامل فى أن يكون هناك أداء أفضل. وأضاف "كما نأمل أن تقدم الحكومة المصرية تصوراتها حول ما طرحناه وهى أمور تأخذ وقتا ولا نعتقد أنها ستتم فى سبتمبر القادم لأن الوقت ضيق وربما فى بداية العام القادم"، مشيرا إلى أن الاتحاد الاوروبي بدأ في تقديم المساعدات فى إطار الربيع العربي لكل من الاردن وتونس، معربا عن أمله ان تتم الخطوات مع مصر قريبا .
وحول الأوضاع الداخلية في مصر، قال موران "كلما تم إقرار دستور جديد وعقد انتخابات بشكل سريع كلما كان ذلك أفضل"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبى يحاول دعم العملية الديمقراطية بكل ما يستطيع. وأضاف "تم تقديم مساعدات تقنية ومراقبين دوليين لأن الديمقراطية ستصب في صالح الشعب المصرى والأمر فى النهاية متروك للشعب المصرى وهناك حاجة لايجاد نظام متوازن ولكي تعمل الحكومة المنتخبة بشكل افضل فلابد من تنظيم الخطوات القادمة وإقرار دستور وعقد انتخابات وكلما تم ذلك بشكل أسرع كلما كان أفضل فليس من صالح أحد أن يستمر الوضع بدون تلك الخطوات. وبالنسبة لصعوبات استخراج تأشيرات دخول المصريين لدول الاتحاد الاوروبي، قال موران "نأمل فى التعاون مع الحكومة المصرية الجديدة فى إطار الحد من الهجرة غير الشرعية وهناك إجراءات فى هذا الاطار لابد من التفاهم حولها".