أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامية أكمل الدين إحسان أوغلو، أن العالم الإسلامي يمر في هذه المرحلة بأصعب فترة في تاريخه المعاصر، معتبرا انه "لا يمكن لعالمنا الإسلامي إن يستمر بنهجه الحالي". وقال اوغلو في كلمته إمام الجلسة الافتتاحية للقمة الإسلامية الاستثنائية المنعقدة حاليا بقصر الصفا بجوار الكعبة المشرفة بمكة المكرمة: " إن العالم الإسلامي يمثل ربع القوة البشرية للعالم، ويشكل مصدرا للكثير من ثرواته الطبيعية، ورغم ذلك يواجه مشاكل وفتن لا حصر لها، وهو ما يحتم علينا بذل الجهود والعمل المشترك لحل هذه المشاكل ودرء الفتن والنهوض بأمتنا حتى تتبوأ المكانة اللائقة بها والتي تتمشى مع إمكانياتها وقدراتها الحقيقية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعلمية والتقنية، حتى تكون بحق خير أمة أخرجت للناس".
وأكد "إننا نحتاج إلى التمسك بقيم الإسلام في الاعتدال والوسطية والتسامح"، مشيراً إلى إن هناك العديد من الملفات الهامة المطروحة إمام القمة وعلى رأسها، قضايا فلسطين وسوريا ومالي ومسلمي ميانمار.
ونوه اوغلو بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمنظمة التعاون الإسلامي ولقضايا الإسلام والمسلمين في مختلف دول العالم.
كما تحدث رئيس السنغال رئيس الدورة الحالية عن القضايا التي تمر بها الأمة الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية، وقال: " إن المسلمين يواجهون أزمات حقيقية تهدد وجودهم، وبالتالي لابد من تضامن إسلامي حقيقي للقضاء على الفقر، وهذا مطلب منذ فترة ولم يتغير الوضع حتى الآن".
وتابع قائلا: " أننا نعيش أزمة في هذا المجال وأطالب المنظمة الإسلامية والبنوك الإسلامية والدول الغنية أن تقوم بدعم الدول الفقيرة، وآمل أن تعمل قمتنا على تشجيع البنك الإسلامي للتنمية ليتمكن من القيام بواجباته والدعوة للقطاع الخاص للتعاون في هذا المجال".
كان خادم الحرمين الشريفين قد افتتح في وقت سابق، مساء اليوم الثلاثاء بقصر الصفا قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية بحضور قادة الدول الإسلامية، ومن بينهم الرئيس محمد مرسي.
ورحب خادم الحرمين، بقادة الدول الإسلامية وسأل الله في هذه الليلة المباركة أن يوفقهم على فهم الأمور وأسباب الضعف الذي يتعرض له المسلمون وسبل الحفاظ على تماسكهم ووحدتهم.
وقال: "إن الإسلام يعيش اليوم حالة من الفتن التي بسببها تسيل دماء أبناء الأمة في هذا الشهر الكريم"، وأضاف: "أن الحل الأمثل لكل ما يحدث لا يكون إلا بالتضامن والتسامح والاعتدال والوقوف صفا واحدا تجاه كل من يحاول المساس بديننا".
وأعرب عن الأمل في أن يحفظ لأمة الإسلام كرامتها وعزتها في زمن لا يعترف إلا بالأقوياء وقال إن أقمنا العدل هزمنا الظلم وإن انتصرنا للوسطية حاربنا الغلو فاستحلفكم بالله جل جلاله أن نكون على قدر المسئولية وأن نكون جديرين بتحملها.
واقترح في نهاية كلمته تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقره الرياض، ويعين أعضاؤه من منظمة التعاون الإسلامي والأمانة العامة للمجلس الوزاري للقمة.