بعيداً عن زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي الذي اعتبر لبنان مدماكاً للمقاومة في المنطقة، وبعيداً عن الانشغال الرسمي بمعالجة موضوع تلف الحشيشة في البقاع الشمالي، فقد تمت لملمة فضيحة هزت الوسطين الإعلامي والاجتماعي بعد اعتقال 36 شخصاً في "سينما بلازا" للأفلام الخلاعية في برج حمود، التي أقفلت بالشمع الأحمر بقرار من الدولة لكونها تشكل تهديداً للأخلاق العامة. وهذه الخطوة ليست الأولى من نوعها فقد قامت الدولة بإقفال صالات كثيرة أخرى لأنها تهدد الآداب العامة، ولكن أزمة إقفال "سينما بلازا" تخطت الحدود الضيقة للموضوع، لأن مكتب حماية الآداب قرر توقيف 36 شخصاً كانوا موجودين في السينما، وقد تم إخضاعهم لفحوصات المثلية الجنسية .
وفي هذا السياق، لوحظت حملات إعلامية متبادلة بين قناة MTV التي يُتهم أحد مذيعيها جو معلوف بأنه حرض على العنصرية ضد المثليين وعلى إقفال دور السينما في برنامجه وبين قناة LBC التي تولت تنظيم حملة ضد هذا الأمر، وأضاءت على الموضوع من خلال التركيز على ناشطين في المجتمع المدني انتقدوا الهجوم في الفترة الأخيرة على الأشخاص المستضعفين في لبنان من فلسطينيين الى عاملات أجانب، الى المثليين، مؤكدين أنهم ينوون تقديم اعتراض على فحوصات المثلية الى نقابة الأطباء وذهبت LBC أكثر من ذلك فركزت في مقدمة نشرتها الإخبارية على ما سمتها "جمهورية العار"، وقالت "إنها جمهورية لا تتوانى أجهزتها عن القيام بفحوص عذرية وفحوص مثلية للموقوفين في المخافر،فحوص تطال الأجزاء الحميمة من أجساد مواطنين ومواطنات من دون أن تكون هناك أي شبهة لحالات اعتداء أو اغتصاب، وآخر فصول هذه الفضيحة ما حدث لستة وثلاثين شاباً اقتيدوا من داخل إحدى صالات السينما في برج حمود، إلى مخفر حبيش حيث أجريت لهم فحوص شرجية، قبل أن يتم إخلاء سبيل مجموعة منهم".
وقد ردت قناة MTV على ما وصفته "الحملة المغرضة والمبرمجة التي تتعرض لها على فيسبوك وفي بعض وسائل الإعلام".
وأوردت نقلاً عن مصدر مسئول في القناة، "أنه لا دخل لل "أم تي في" بتوقيف مجموعة من المثليين في إحدى صالات السينما في النبعة، لأن توقيفهم جاء بناء على أمر قضائي"، مؤكداً "أن المحطة غير مسئولة عن أساليب التحقيق في المخافر".
واتهم البيان المحامي نزار صاغية، وشقيقه الزميل خالد صاغية (مدير أخبار أل بي سي) بإدارة "الهجوم على ألMTV لأهداف رخيصة". وقال المصدر المسئول نفسه" إن ال "أم تي في" كانت ولا تزال من أول المدافعين عن الحريات الشخصية والعامة، ومن أول المطالبين بتعديل القوانين المجحفة في حق المثليين لإخراجهم قانونياً واجتماعياً من دائرة الظلم التاريخي الذي يتعرضون له، كما تدين الوسائل المختلفة التي تمارس في حقهم في أماكن التوقيف".
وكان المدير التنفيذي لجمعية "حلم" أي "حماية لبنانية للمثليين" شربل ميدع حمل قناة "ام تي في" المسؤولية المعنوية في مأساة ضحايا الفحوصات الشرجية والذين سيعانون من آثار نفسية سلبية لسنوات.
وأعلن "أن "حلم" بصدد إطلاق بيان بعنوان قناة ال "أم تي في" تحرض على الكراهية والعنصرية، على أن يتم توقيعه من قبل نشطاء المجتمع المدني وإعلاميين ومثقفين". وهاجم البيان الإعلامي جو معلوف الذي يقدم برنامج "انت حر" على شاشة "أم تي في" وإتهمه "بممارسة أبشع أشكال التشهير بحق المثليين، بما ينم إما عن نية متعمدة بالإيذاء، أو عن جهل بلغ حداً يتسبب عنده بالإيذاء".
ونفى معلوف اتهامه بأنه " كان وراء قيام شرطة الآداب بمداهمة سينما بلازا في برج حمود"، معلناً أنه "يحتفظ بحقه القانوني في ملاحقة كل من يتعرض له بالتشهير بطريقة تمييزية". وأصر على أن تناول برنامجه لأوضاع صالتي سينما في طرابلس وبيروت، ما أدى الى إقفالهما بالشمع الأحمر "أمر أفتخر به ولن أعتذر عنه، لإن الإخلال بالآداب العامة شيء، والحرية الجنسية شيء آخر".
وكانت "أل بي سي" بثت قبل فترة قصيرة تقريراً عن مداهمة قامت بها قوى الأمن لشقة راقية في حي سرسق في الاشرفية لاعتقال سيدة أردنية طلبت مخدرات بواسطة تاجر وسائق، وأن هذه القوى فوجئت لدى تتبعها للسائق واقتحامها الشقة بوجود نائب سابق مع مجموعة من الاشخاص.
وتبين لاحقاً أن هذا النائب السابق هو مصباح الأحدب وأن لا علاقة له بالقضية بل إن وجوده كان صدفة وأن السيدة الأردنية كانت من بين المدعوين ليس أكثر. وأكد الأحدب أنه سيدعي على كل من يتناول إسمه بسوء، ولم يستبعد أن يكون وراء تسريب الخبر حسابات سياسية لأحد القادة الأمنيين.