نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية انتقادا لاذعا وجه مجددا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان للرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلا :"لن يكون هناك أي تقدم في العملية السلمية أو الوصول إلى اتفاقية طالما استمر عباس على رأس السلطة". "أنباء موسكو"
وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماعه بوزير الخارجية الأسترالي بوب كار أمس في إسرائيل.
كما انتقد ليبرمان قيام الرئيس الفلسطيني بتوجيه رسالة إلى أعضاء الاتحاد الأوروبي يطالبهم فيها بإعادة النظر في علاقتهم مع إسرائيل كدولة احتلال.
ووصف ليبرمان ما جاء في رسالة عباس ب "الافتراء" حيث اتهمت الرسالة إسرائيل بسرقة الموارد الطبيعية الفلسطينية وحصار غزة وتدمير المنشآت الفلسطينية في المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية إضافة إلى التغاضي عن اعتداءات المستوطنين على المدن الفلسطينية.
وأكد ليبرمان أن إسرائيل قامت خلال الأشهر الماضية بعدد من الخطوات لتحسين العلاقات مع السلطة وخلق مناخ أفضل للمفاوضات منها قرار إسرائيلي يجيز إعطاء 5000 تصريح تسمح بدخول عمال فلسطينيين إلى الأراضي الإسرائيلية.
وأضاف ليبرمان أن السلطة الفلسطينية تسلمت مؤخرا نقودها المحجوزة داخل إسرائيل وهي ضرائب مستحقة للسلطة تقوم إسرائيل بتحصيلها لحساب السلطة وفقا لاتفاقيات أوسلو عام 1991.
من جهته، حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من التداعيات "الخطيرة" التي ستنجم عن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي ضد أبو مازن، واصفا ليبرمان بصاحب "عقلية معنية بقتل عملية السلام وتأجيج الصراع والحروب".
وأضاف أبو ردينة في رد نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن "هذه التصريحات تذكرنا بذات التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون والتي دعا فيها صراحة إلى قتل الرئيس الراحل ياسر عرفات.
كما حمل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن هذه التصريحات التي وصفها ب "المنافية لكل الأعراف الدبلوماسية، وهي كذلك تتحمل مسؤولية لجمه وقطع الطريق على أمثاله من خلال العودة إلى مائدة المفاوضات على أساس حل الدولتين على حدود عام 1967، وأن السلام المنشود لن يتحقق طالما ظل أمثال ليبرمان يتسلمون مقاليد الحكم في إسرائيل.
ومن الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها ليبرمان انتقادات لعباس، حيث وصفه العام الماضي بأكبر عقبة في طريق السلام كما دعاه خلال شهر يونيو/حزيران السابق إلى الاستقالة.
وتعيد تصريحات ليبرمان هذه إلى الذاكرة انتقادات وجهتها إسرائيل للرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات حتى أنها هددت بطرده خلال عام 2003.
وتتهم جهات فلسطينية إسرائيل بالتدبير لقتل عرفات تم خلال عملية تسميم بطيئة أو تعريضه لمادة البولونيوم المشع.