أرجع حلمى الجزار عضو مجلس شورى الجماعة أسباب وصول التيار الإسلامى إلى نفوس الناس إلى سهولة الحديث مع البسطاء والوصول لهم بكلمات بسيطة، أما المثقفون فعقولهم تبنى بالقراءة وهناك صعوبة فى الحديث معهم وإقناعهم، لكن هناك قواسم مشتركة كبرى سنتفق عليها، جاء ذلك في الندوة التى أقيمت بمعرض فيصل للكتاب وأدارها خالد زغلول. وقال الجزار هناك قضايا يتحد فيها التيار الإسلامى مع كل التيارات سواء كانت ليبرالية او غيرها حيث توجد أشياء ثابتة مثل الحقوق والعدالة الاجتماعية ولابد أن نعمل سويا على تعديلها، ولا توجد فروقا فى هذه الأمور بين التيار الاسلامى وغيره من التيارات لكن أيضا لا يجب أن ننسى أن أصل التعدد فى وجهات النظر موجود فهناك ما يسمى باختلاف تنوع وهناك اختلاف تضاد، وفى التيار الإسلامي كثير من اختلاف التنوع.
وأضاف الجزار: التيار الإسلامي حديث عهد بالسياسة ودائما الحداثة يكون بها نقص، وليس للتيار الإسلامي عمق استراتيجي، ولكن فى المستقبل ستتعدد التيارات الإسلامية، وما يحدث الآن هو مجرد تمهيد لما سيأتي بعد عشر سنوات، ويجب احترام هذا التعدد السياسى ، وعن التجربة الحديثة قال الجزار : هناك اختلافات واخطاء شديدة ، وتدريجيا ستتأصل السياسة سواء إسلامية او ليبرالية وهذا التعدد فى الصالح العام. وقال خالد سعيد المتحدث باسم التيار السلفي أن الخلاف بين التيارات الاسلامية خلاف منطلقات فهناك رؤية تصالحية تأخذ بأنصاف الحلول وهذا الخلاف فى المنطلقات أحيانا يؤدى إلى تصادم في المواقف، وأرى أن ما يحدث في الواقع المصري من كافة التيارات وحتى الوسطية شئ صحى فنحن فى مرحلة استفاقة من الغيبوبة التى عايشناها، المشكلة أنه ليس لدينا ثقافة الاختلاف.
أما الخلاف بين جماعة الإخوان والتيار السلفى فهو اختلاف فى المنطلق فالتيار السلفى يأخذ بالدليل ويتعامل مع الأمور من منطلق هل هى حلال أم حرام، سنة أم بدعة ولكنه يموج أيضا بتنوعات جيدة تتراوح يمينا ووسطا.
أضاف: مبارك لم يكن ليبراليا كما يقولون ولكنه كان طاغوت ودمر البلد ولم يطبق شرع الله وعامل الناس بالظلم، وهذه الفترة الاجرامية تسببت فى موت العمل الجماعى وبث سوء الظن فى مصر، والتيار الإخوانى والتيار السلفي له دستور غير مكتوب، وأصحاب التيار العلماني الان يقولون انهم تيار مدنى وتخلوا عن مسمى العلمانية وهكذا فنحن معهم لأننا جميعا تيار مدنى لأن الإسلام مدني .
يواصل: حدث تطور في الخط السلفى بعد الثورة ففى الوسط السلفى فئة ترى مشروعية الحاكم مهما كان وقالوا عن من يخرج عن حكم مبارك خوارج وهاجمونا وقت الثورة، وهناك من رأى أن المشاركة في الثورة خطأ، وهناك فئة عامة كثيرة لم تكن على المستوى المطلوب وهم الدعاة، وتوجد الجبهة السلفية التى أنشئت ثالث يوم فى الثورة وأصرت على إكمال الثورة لأنه في حالة الرجوع، كان سيبطش بنا فحين رأينا وثائق أمن الدولة وجدنا أنها تريد الهجوم على الجماعات الإسلامية المشاركة في الثورة ولكن عندما وجدوا جموع الشعب مشاركة تراجعوا عن ذلك .
أضاف خالد: ما ينقص التيار السلفى هو التعامل مع جميع التيارات أيا كانت طالما أنها مسلمة، فضلا عن التيارات التى تتبنى نفس منهجنا، ويجب أن تعيش التيارات السلفية آلام الشعب، وينبغي عليها تقديم خطابا جديدا للأمة دون التنازل عن الثوابت .