أعلن وزير الإعلام الأردني سميح المعايطة إن رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب وصل إلى الأراضي الأردنية، كما أكدت المعارضة السورية أكدت نبأ انشقاقه ولجوئه إلى الأردن. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بى بى سى" عن وسائل الإعلام السورية إن الرئيس بشار الأسد كان قد أصدر منذ يوم أمس الأحد مرسومين رئاسيين أعفى بموجب الأول حجاب من منصبه، وكلف في الثاني المهندس عمر غلاونجي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الإدارة المحلية، بتسيير أعمال الحكومة مؤقتا ريثما يتم تكليف شخصية جديدة برئاسة الحكومة. وكان مسؤول في الحكومة الأردنية قد صرح لإحدى وكالات الأنباء في وقت سابق أن حجاب فر إلى الأردن هو وعائلته و10 عائلات من أقربائه، كما أكدت المعارضة السورية هذا النبأ.
وقالت المعارضة السورية الاثنين إن حجاب "انشق ولجأ مع وزيرين، وثلاثة ضباط في الجيش، إلى الأردن ليل الأحد". من جانبه قال خالد زين العابدين، عضو المجلس الوطني السوري المعارض: "إن حجاب وعائلته، إضافة إلى وزيرين وثلاثة ضباط في الجيش عبروا الحدود إلى الأردن ليل الأحد بالتنسيق مع الجيش السوري الحر".
وأضاف: "لقد كان التنسيق مباشرا مع الجيش السوري الحر الذي أمَّن وصول حجاب وعائلته ومن معه إلى أماكن آمنة داخل الأراضي الأردنية".
وأشار إلى أن "عددا كبيرا من ضباط الجيش السوري كذلك كانوا قد انشقوا ولجأوا إلى الأردن مساء الأحد".
وقال زايد حماد، رئيس جمعية الكتاب والسنة التي تقدم العون لعشرات آلاف السوريين في الأردن، إن عددا من أعضاء الجمعية على الحدود الأردنية-السورية شاهدوا حجاب يدخل الأردن.
وأضاف حماد: "لقد شوهد حجاب وعائلته وآخرون وهم يعبرون الحدود بين البلدين الليلة الفائتة وأستطيع تأكيد ذلك".
وتحدثت تقارير أخرى إن حجاب قد يكون خرج أصلا عن طريق لبنان وتوجه بعدها إلى قطر حيث ينوي أن يستقر في الدوحة ويساهم بجهود المعارضة من هناك.
وذكر ناشطون سوريون كذلك انشقاق وزيرين مع حجاب، وتضاربت الأنباء أيضا بشأن فرار وزير ثالث هو وزير المالية محمد جليلاتي الذي تقول المعارضة إنه ألقي القبض عليه بينما كان يحاول الفرار إلى خارج البلاد.
إلا أن محطات التلفزة السورية الرسمية والخاصة عرضت الاثنين صورا لاجتماع الحكومة برئاسة رئيس الحكومة الجديدة بالوكالة عمر غلاونجي، وقد كان لافتا جولة الكاميرا على كافة الوزراء وبينهم جليلاتي الذي نفى نبأ اعتقاله قائلا "أنا متواجد في مكتبي وأمارس عملي كالمعتاد".
وأضاف غلاونجي قائلا: "أنا مواطن عربي سوري قبل أن أكون وزيراً، وأنا ابن هذا الوطن وأمارس عملي بكل حرية وشفافية تامة ولم يتعرض لي أحد، ولم ولن أنشق أبدا".
من جهته، نفى وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول انشقاقه، قائلا: "إن هذه الأخبار عارية عن الصحة جملة وتفصيلا".
وقال السيد في تصريح للوكالة الرسمية السورية للأنباء "سانا": "إن ما تتناقله وسائل الإعلام المغرضة هو أحلام وأوهام تنسجها حول سورية وشخصيتها الوطنية والدينية، فالإنسان لا ينشق عن وطنه وأخلاقه وقيمه وتربيته".
أما وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، فقال تعليقا على انشقاق حجاب: "إن سوريا دولة مؤسسات وقيمة الأفراد فيها قيمة مضافة، والأصل هو طبيعة عمل المؤسسة، وهروب الأشخاص من بلدهم، مهما علت رتبهم أو مواقعهم، لا يغير ولا يؤثر في نهج الدولة السورية".
وكان حجاب قد أكد نبأ انشقاقه في بيان تلاه المتحدث باسمه محمد عطري عبر قناة الجزيرة القطرية الاثنين، قائلا إنه انشق عن النظام السوري الذي اتهمه بارتكاب "جرائم إبادة" بحق الشعب السوري، وانضم إلى الثورة.
وذكر العطري من عمان أن حجاب في "مكان آمن" مع عائلته وعائلات أخرى من أقربائه، وهو سيتكلم قريبا.
وقال حجاب في البيان: "أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والإرهاب وانضمامي لصفوف الثورة، فأنا جندي من جنود هذه الثورة المباركة".
وقد أثار نبأ انشقاق حجاب ردود فعل واسعة في الأوساط الدولية المؤيدة للمعارضة، إذ اعتبرت القوى الغربية الحدث مؤشرا على "تضعضع" سلطة الأسد.
وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض إن انشقاق حجاب أكسب المعارضة زخما جديدا.
وقال كارني: "إذا كان الأسد لا يستطيع الحفاظ على وحدة الدائرة المقربة منه، فإن ذلك يعكس عجزه عن الحفاظ على وحدة بقية الشعب السوري بغير القوة".
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن انشقاق حجاب يدل على ضعف نظام الأسد وفقدانه التأييد والسيطرة.
يُذكر أن الأسد كان قد كلف حجاب في السادس من يونيو/ حزيران بتشكيل الحكومة التي أعلنت في 23 يونيو/حزيران.
وكان حجاب قد شغل قبلها منصب وزير الزراعة في حكومة عادل سفر بعد أن شغل مناصب محافظ اللاذقية ومحافظ القنيطرة وأمين فرع حزب البعث الحاكم في مدينته دير الزور ورئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في المدينة نفسها للفترة الممتدة بين عامي 1989 و1998.