أكد السيناريست أحمد محمود أبو زيد أن الإعمال الرمضانية سوبر ماركت والمشاهد يختار ما يحتاجه، مشيرا إلى أن مشاركة نجوم السينما لعالم الدراما الرمضانية عامل مساعد لإثراء الدراما المصرية، واصفا نفسه بالصياد الذي يتربص لفكرة موضوع حتى يقتنصها ويحولها الى سيناريست يخرج للنور. ورفض المؤلف أحمد أبو زيد، في حوار لا تنقصه الصراحة مع لشبكة الإعلام العربية "محيط"، خوض تجربة لترصد أحداث ثورة يناير حتى تستكمل كافة عناصرها، مؤيدا تمصير الأعمال الأجنبية على أن يذكر اسم الأصل عليها بكل أمانة.
وكشف أبو زيد في عن أهم نصائح والده السيناريست الكبير محمود ابو زيد له عندما شروعه في خوض تجربة التأليف.
محيط: ممكن تعرفنا عن قرب من هو أحمد ابو زيد .
ابو زيد الصغير اسمي أحمد محمود ابو زيد، درست الإخراج بمعهد فنون المسرحية. والدي السينارست محمود أبو زيد، وشقيقي المطرب كريم أبو زيد، كانت أول أعمالي الدرامية الذى عرفنى الجمهور من خلالها مسلسل "العار" والذى عرض برمضان 2010 ومسلسل "أدم" والذي عرض برمضان 2012 ومسلسل "خطوط حمراء والذي يعرض الآن برمضان 2012.
محيط: أهم النصائح العملية التي أسداك إياها والدك؟
أبو زيد الصغير: أهم النصائح التي تلقيتها من والدي السينارست محمود أبو زيد . الصدق و الإتقان ... "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الشخصيات التي أكتبها فضلا عن احترام العادات والتقاليد في كل عمل أقوم به.
محيط: هل أفادتك دراستك الإخراجية فى الكتابة؟
أبو زيد الصغير: بالطبع، فالسيناريست يختلف عن الأديب و الروائي الذي يضع كل أفكاره للقراء علي الورق، فالسيناريست بمثابة أديب سينمائي يتعامل مع العديد من العناصر التي تساعده في إظهار أفكاره وليس الورقة والقلم فقط، ولذلك فعلي السيناريست أن يفهم لغة الإخراج حتى يستطيع أن يتعامل معه و ينجزا معا عملا ناجحا إن شاء الله.
محيط: وما رأيك في زخم المسلسلات الرمضانية؟
أبو زيد الصغير: في اعتقادي زخم المسلسلات فى رمضان ظاهرة صحية للدراما ، من خلال صناعه التوزيع و وكالات الإعلان التي تكثف حملاتها بشهر رمضان المعظم اما بالنسبة للمشاهدين فهو بمثابة سوبر ماركت كبير، وللمشاهد الحق في اختيار ما يحلو له، وبالطبع لن يستطيع أن يأخذ كل ما بالسوبر ماركت، وإنما يختار ما يفضله فقط ويجرب الباقيين فيما بعد، وهذا مسموح له طوال السنة.
محيط: ما رأيك في احتكار نجوم بعينها للدراما الرمضانية سواء في الإنتاج أو التمثيل والإخراج؟
أبو زيد الصغير: ليس هناك احتكار وإنما هناك عرض وطلب، فأي منتج لن يتعامل مع ممثل يشعر أنه ليس مطلوبا ولديه جمهور في انتظاره، وهذا ينطبق علي كل الأسواق وليس سوق الفن فقط.
محيط: العض يرى أن اقتحام نجوم السينما لعالم الدراما الرمضانية سببه افتقار السينما للورق والموضوع الجيد؟
أبو زيد الصغير السينما والتليفزيون فن واحد، ومن حق كل المشتغلين بالصناعة العمل بهما، ودخول نجوم السينما للتلفزيون مكسب كبير للدراما يثريها فنيا وجماهيريا ويساعدها علي الانتشار الكبير بحجم نجومية هؤلاء النجوم وقوتهم الناعمة علي جماهيرهم المنتشرين في جميع أنحاء الأرض، فهم وسيله جذب تفيد الدراما جماهيريا وخوفهم علي أسمائهم يجعلهم يجتهدون فنيا ليظهروا بأبهى صورة ممكنة علي كل محبيهم، وهو ما يعود بالتبعية علي الدراما بارتقاء في النصوص والموضوعات والصورة والإخراج والإنتاج وجميع العناصر الفنية.
محيط: بعد معايشتك لثورة يناير وما لاحقها من أحداث، أي أنواع الدراميا أو الموضوعات التي تناسب الجمهور حاليا؟
أبو زيد الصغير: بعد ثورة يناير أري أن الموضوعات التي تناسب هي الموضوعات الاجتماعية التي تعالج السلبيات و تحاول أن تضيء المستقبل و تبني الإنسان لكي يتخلي عن سلبياته ويرتقي بنفسه، وكفانا الحديث عن الماضي ودعونا نتخيل المستقبل الذي نريده فهو الأهم.
محيط: الفوضى التي أعقبت اندلاع ثورة 25 يناير أثمرت أفلام المقاولات بالسينما، فهل تتوقع ظهور مسلسلات المقاولات في رمضان أيضا؟
أبو زيد الصغير: لا يخلو أي سوق من البضائع، وهذه البضاءه منها الجيد ومنها الرديء، وأنا مع وجود الاثنين معا، فلن نقدر الجيد إلا إذا رأينا الرديء ورفضناه، والكلمة الأولى والأخيرة للمشاهد الذي يستطيع أن يفرق بين الاثنين.
محيط: البعض يرى أن الفن في مصر يفتقر إلى الورق الجيد بسبب قلة الكتاب؟
أبو زيد الصغير: مصر لا تفتقر للمواهب، ففي مصر 90 مليون كاتب ولكن عدد القراء هو القليل، وليس العكس، وللأسف أصبحنا نفتقد القراءة والاطلاع، أما مصر فهي دائما منبع ومصدر للمواهب بكل مجالاتها ليس على المستوى المحلى أو الوطني فحسب بل العربي والعالمي أيضا. محيط: متى تجسد ثورة يناير في عمل فني تكتبه؟
ابو زيد الصغير: سأجسد عمل عن ثورة يناير حين تنتهي بكل تبعاتها، وحتى أري الصورة الكاملة، فأنا مؤلف ولست كاتبا للتاريخ؛ ولكنني عندما اشرع في كتابة عمل عن الثورة فلابد أن تكتمل عناصره وأنا اعتقد أن هناك الكثير من العناصر لم تكتمل بعد.
محيط: وما الأدوات التي تحملها حين تشرع في كتابة عمل أو نص جديد؟
أبو زيد الصغير: "اللاب توب" صديقي الحميم فهو أداتي للكتابة، بالإضافة إلى انه وسيلة أثبتت كفاءتها للتواصل مع جمهوري الذي أعتز كثيرا بآرائه، فضلا عن أن المواقع الاجتماعية تعكس رجع الصدى لأي عمل جديد خاص أبى يعرض حصريا حيث أتلقى آراء الأصدقاء والتي في اغلب الأحيان تحملني مسئولية كبيرة لكي أقدم الجيد والمتميز لهم.
محيط: هل هناك طقوس خاصة عندما تبدأ في كتابة عمل جديد؟
أبو زيد الصغير: ليس هناك طقوس بعينها و لكني أظل كالصياد رابضا علي الشاطئ ليلا نهارا في انتظار اصطياد فكرة من الأعماق تدفعني لجذبها بكل ما أوتيت من قوة والمثابرة علي إخراجها، وعندما تأتى هذه الفكرة أعكف على كتابتها في صمت بعيدا عن الضوضاء حتى أركز فيما أكتبه. محيط: مارأيك فى تمصير الأعمال الأجنبية؟
أبو زيد الصغير: أنا لست ضد تمصير الأعمال بشرط أن تكون أعمالا هامه فنيا و تستحق النقل و أن يذكر اسم الأصل عليها بكل أمانة واحترافية، واعتقد أن أعمالا كثيرة تمت بشكل جيد ولاقت استحسانا كبيرا من الجمهور.
محيط: هل هناك أعمال قمت بكتابتها ومازالت حبيسة الأدراج؟
أبو زيد الصغير: لدي العديد من الأعمال مازالت في الصندوق وإن شاء الله سيأتي لها يوم لتظهر؛ ولكنني دائما أقول كل شيء في ميعاده وتوقيته السليم.
محيط: ما رأيك في الموضوعات صاحبة الأجزاء الطويلة مثل الأعمال التركية؟
أبو زيد الصغير: لست ضد الأعمال الطويلة، فالفيديو"التليفزيون" عشره و اعتياد، و لكن المهم اختيار الموضوع الذي يصلح أن يكون جاذبا للمشاهدين علي مدار أجزاء متعددة وأن يكون مفيدا و ليس فقط مسليا.
محيط: هل تفكر في كتابة عمل طويل تصل حلقاته لمائة حلقة؟
أبو زيد الصغير: أوافق على ذلك من حيث المبدأ إذا كانت هناك الفكرة تحتمل أن تقدم بهذا الشكل، ومن الخطأ مطّ مسلسل لا يستدعى أكثر من ثلاثين حلقة؛ لأنني لا أحب أن أقدم عملا يسيء لأعمالي السابقة، وفكرة المسلسلات الطويلة هي فكرة جيدة إذا كان هناك موضوع يستعدى لذلك.
محيط: وما رأيك في السينما المصرية؟
أبو زيد الصغير: السينما في مصر أصيبت بغيبوبة أفقدتها الحركة مما دفعها للدخول لغرفة الإنعاش ولكنها الآن تحاول بان تستعيد الذاكرة من خلال عمليات الإفاقة الإنتاجية.
محيط: في حال ظهور دراما تنتج من جهات إسلامية "سلف أو إخوان" هل تتعامل معها؟
أبو زيد الصغير: نعم بالطبع سوف أتعاون معها؛ لكنني أرفض بأن يلزم عليه توجيهات معينة أو وجهات نظر لا تناسبني.
محيط: بماذا تفسر الهجوم الشرس على مسلسلك "خطوط حمراء"؟
أبو زيد الصغير: منذ شروعي في عمل الكتابة خاصة من أول عمل تليفزيوني، وهو مسلسل "العار"، وقد لاقى هجوما شرسا وبعد انتهائه كان رد فعل الجمهور عكس ما جاء من قبل، وكذلك مسلسل "ادم" وقد هوجم بشكل صارخ قبل البداية في التصوير؛ ولكن كان الله مع فريق العمل وكلل تعبنا بنجاح مسلسلي العار وآدم. وبالتالي فعندما يهاجم مسلسل "خطوط حمراء" فلا أنظر إلى هذه الهجمات ولكنني انتظر رأي الجمهور بعد الانتهاء من عرض العمل؛ لأن الجمهور هو المقياس الصحيح لنجاح أو فشل المسلسل خاصة أو أي عمل فني عموما.