أكد السفير مطرف صديق المتحدث باسم وفد التفاوض السوداني المشارك في المحادثات الجارية في أديس أبابا أن الطرفين توصلا لاتفاقات حول معظم المسائل الأمنية العالقة بين البلدين.. مشيرا الى أن هناك اتفاقا بنحو 80 % من المسائل الأمنية العالقة وانه "يمكن للطرفين تجاوز بقية المسائل إذا حسنت النوايا والارداة السياسية". وقال السفير صديق في مؤتمر صحفي بأديس أبابا على هامش المفاوضات مساء اليوم الأربعاء أن حكومة الخرطوم تسعى دائما لتنفيذ مقترحات خارطة الطريق التي تبناها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي واقرها مجلس الأمن الدولي رقم 2046.
وأضاف أن الخرطوم ملتزمة تماما باتفاقية السلام الشامل واتفاقية 29 يونيو 2011 واتفاقية 30 يوليو 2011 ومذكرة التفاهم حول عدم الاعتداء والتعاون بتاريخ 10 فبراير 2012 واتفاقية 13 مارس 2012، مشيرا الى أن الحكومة السودانية تعتبر هذه الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين المرجعية الأساسية لجميع القضايا الأمنية الواردة في خارطة الطريق الإفريقية.
وشدد السفير صديق على أن الالتزام والإرادة السياسية للطرفين سيكون المحرك الرئيسي لتطبيق كل الترتيبات الأمنية والاتفاقات التي سيتم التوصل إليها موضحا أن أي ترتيبات أمنية لا يصاحبها التزام وإرادة سياسية لن يكون مصيرها النجاح وخاصة في ظل وجود حدود متداخلة وممتدة وطويلة بين البلدين.
وقال السفير صديق إن الجانبين توصلا الى اتفاق حول كثير من القضايا الأمنية ويمكن تجاوز المتبقي منها مشددا على أهمية إيجاد طريق لتخطي الخلاف بشأن منطقة "الميل 14" وهي المنطقة الرابعة التي يحتلها جنوب السودان والتي وضعتها خارطة الاتحاد الإفريقي ضمن دولة جنوب السودان.
وأضاف السفير مطرف صديق المتحدث باسم وفد التفاوض السوداني أن "السودان ملتزم فعلا وليس قولا فقط بوقف كافة الأعمال العدائية وأن السودان لا يحتل أي منطقة في دولة الجنوب بينما تحتل الأخيرة على الأقل ثلاث مناطق سودانية إضافة الى منطقة "الميل 14".
وأكد مطرف "أهمية فك الارتباط بين الحركة الشعبية في دولة جنوب السودان وبين الحركة الشعبية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق إضافة الى علاقة جيش الجنوب مع الفرقتين التاسعة والعاشرة".
وقال إن السودان قام بتسريح 15 ألفا من الجنود والضباط الجنوبيين الذين كانوا جزءا لا يتجزأ من القوات المسلحة السودانية موضحا أن الحكومة السودانية تنتظر من جنوب السودان أن يقوم بخطوة مماثلة وأن لا يقوم فقط بتسريح السودانيين الموجودين في جيش جنوب السودان بل ويحافظ على حقوقهم كاملة مثلما فعل السودان.
وشدد السفير صديق على أهمية عدم تجنيد قوات أو أفراد من دولة السودان في جيش جنوب السودان قائلا "ينبغي أن لا يمنح هؤلاء السودانيين الجنسية الجنوبية حتى لا يكون هناك انطباع سائد بأن طرفا لا يزال يجند مواطني الطرف الآخر".
وقال "ينبغي أيضا أن يطلق سراح الأسرى المعتقلين في البلدين كبادرة لحسن النوايا".
يشار الى أن جولة جديدة من المباحثات الأمنية والحدودية بدأت أمس الأول في أديس أبابا بين وفدين من حكومة السودان والجنوب بحضور لجنة الوساطة الإفريقية والتي يرأسها رئيس جنوب إفريقيا السابق تابو مبيكي، ومن المنتظر أن تبدأ غدا الخميس بأديس أبابا أيضا أول محادثات حول مسألة النفط منذ اندلاع حرب حدودية بين البلدين في أبريل الماضي واحتل فيها الجنوب لفترة قصيرة حقل هجليج الذي يساهم بجزء كبير في إنتاج النفط في السودان.