حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحكومة السورية مما سماه ارتكاب "خطأ مأساوي" باستخدام الأسلحة الكيميائية ،مضيفا أنه يعمل من أجل "مستقبل أفضل للسوريين". وقال أوباما، أمام مجموعة من قدامى المحاربين في ولاية نيفادا، "بالنسبة إلى مخزون النظام من الأسلحة الكيميائية، فإننا سنواصل التأكيد للأسد ومن هم حوله أن العالم يراقب".
وأضاف "سيحملون المسؤولية من قبل المجتمع الدولي والولايات المتحدة إذا أقدموا على الخطأ المأساوي باستخدام هذه الأسلحة".
وكان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي قد أعلن أن بلاده لن تستخدم أي سلاح كيميائي ضد مواطنيها خلال الأزمة في سوريا، إلا إذا تعرضت "إلى عدوان خارجي".
وأضاف أن "هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر، ولن تستخدم أبدا إلا إذا تعرضت سوريا لعدوان خارجي".
وأكد أنه يعمل من أجل مرحلة انتقالية حتى يكون "للسوريين مستقبل أفضل".
وعلى الجانب الميداني أفادت مصادر المعارضة السورية بوقوع عصيان داخل سجون في مدينتي حلب وحمص.
وأشارت هذه المصادر إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل في سجن حلب، كما حذرت من وقوع مزيد من الخسائر البشرية بينما تستعد القوات النظامية لشن هجوم ضد سجون المدينتين.
وفي تلك الأثناء، بث التلفزيون السوري مشاهد دمار في أحد الأحياء الجنوبية بدمشق وعرض صورا لمن قال إنهم مرتزقة إرهابيون قتلوا هناك.
وأكد التلفزيون أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على غالبية المناطق التي سيطر عليها مسلحو المعارضة الأسبوع الماضي.
من ناحيته قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان -لدى مشاركته في حفل إفطار للسفراء في أنقرة- إن "انتصار الشعب السوري بات وشيكا".
وكانت الأممالمتحدة وقوى كبرى أعربت عن رفضها لتلميح المتحدث باسم الخارجية السورية بإمكان استخدام الأسلحة الكيميائية.
ووصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تهديد سوريا باستخدام السلاح الكيماوي بأنه أمر "غير مقبول".
وأضاف هيغ في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أن "هذا نموذج لما يتوهمه هذا النظام من أنهم ضحايا عدوان خارجي".
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من احتمال أن تستخدم سوريا أسلحتها الكيماوية، بعدما حذرت من أنها قد تنشرها إذا شعرت أنها مهددة بالتدخل الخارجي.
وقال بان كي مون "إذا استخدم أحد في سوريا أسلحة للدمار الشامل فسيكون ذلك أمرا يستحق الإدانة".
في هذه الأثناء قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الأزمة السورية يجب أن تحل من خلال المفاوضات وليس بقوة السلاح.
ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء عن بوتين قوله نخشى انه إذا تم إسقاط القيادة الحالية للبلاد بشكل غير دستوري، فإن المعارضة والقيادة الحالية يمكن أن تتبادلا الأدوار ببساطة"؛ وأضاف أن في وضع كهذا " فإن الحرب الأهلية ستستمر إلى ما لا نهاية".
وأوضح بوتين عقب محادثات مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي أن تصويت مجلس الأمن الأسبوع الماضي لتمديد مهمة المراقبين الدوليين أظهر إمكانية التوصل إلى حل وسط لكنه لم يُعط أي مؤشر على أن بلاده ستسقط معارضتها لفرض عقوبات أو للتدخل الخارجي.