منذ وقوع تفجير دمشق الذي أودى بثلاثة من كبار أركان النظام، يلف الغموض مكان وجود الرئيس السوري بشار الأسد، في ظل التزامه الصمت، وسط معلومات عن انتقاله إلى اللاذقية. وعلمت "السياسة" من مصادر شديدة الخصوصية، أمس، ان أنيسة مخلوف والدة الأسد وابنتها بشرى منعتا زوجة الرئيس أسماء الأخرس من مغادرة سوريا.
وفي التفاصيل، كانت أسماء تخطط للخروج من سوريا إلى لبنان مع أولادها الثلاثة، أمس، حيث كان ينتظرها والدها فواز الأخرس، لاصطحابها معه إلى لندن حيث يقيم مع عائلته، إلا أن والدة الأسد وشقيقته منعتاها من اصطحاب الأولاد ومن مغادرة الأراضي السورية.
في سياق متصل، أكد مصدر أمني، أمس، أن والدة الأسد وشقيقته بشرى توجهتا إلى مدينة طرطوس للمشاركة في دفن زوج الأخيرة نائب وزير الدفاع آصف شوكت، الذي قتل أول من أمس مع وزير الدفاع داود راجحة ورئيس خلية الأزمة وزير الدفاع الأسبق حسن توركماني في تفجير استهدف مقر الأمن القومي بدمشق.
وأكد المصدر ان "أنيسة الأسد أرملة الرئيس الراحل حافظ الأسد وابنتها بشرى ونساء أخريات من محيطهما" توجهن مساء أول من أمس "بالطائرة إلى اللاذقية، ليتوجهن بعد ذلك إلى طرطوس".
ومطار اللاذقية هو الأقرب إلى طرطوس التي يتحدر منها آصف شوكت زوج بشرى الأسد.
وأضاف المصدر "سيشاركن في الدفن ويتلقين العزاء بوفاة آصف شوكت".
من جهته، أوضح مصدر أمني آخر ان جنازة وطنية ستنظم اليوم في دمشق للمسئولين الثلاثة، "قبل نقل جثمان كل منهم إلى مدينته لدفنه فيها".
ولم يعرف ما إذا كان الأسد سيشارك في الجنازة، علماً أنه التزم الصمت منذ وقوع التفجير الذي أصاب صميم الجهاز الأمني التابع لنظامه، فيما لم تبث وسائل الإعلام الرسمية صوراً للهجوم، كما فعلت من قبل بعد الهجمات التي وقعت في دمشق.
ولم يخرق مشهد غياب الأسد إلا ظهوره في لقطات بثها التلفزيون الرسمي، أمس، وهو يستقبل وزير الدفاع الجديد العماد فهد الجاسم الفريج، بعدما أدى الأخير قسم اليمين أمام الرئيس ليتسلم منصبه الجديد خلفاً للعماد داوود راجحة.
وقالت مصادر معارضة ودبلوماسي غربي، أمس، ان الرئيس السوري في مدينة اللاذقية يدير عمليات الرد على اغتيال أركان نظامه، إلا أنه لم يتضح ما إذا كان توجه إليها قبل الهجوم أو بعده.
وقال معارض بارز، طالباً عدم نشر اسمه، "معلوماتنا أنه في قصره باللاذقية وأنه ربما يكون هناك منذ أيام"، علماً أن القصر الذي استخدمه الأسد سابقاً لممارسة مهامه الرسمية يقع في التلال قرب المدينة.
وبحسب ناشطين آخرين، فإن الأسد انتقل مع أسرته من العاصمة بعد فترة قصيرة من التفجير إلى مسقط رأسه في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية.
من جهته, قال دبلوماسي، يتابع الأحداث في سوريا، ان "الجميع يتطلعون الآن إلى مدى قدرة الأسد على الحفاظ على هيكل القيادة"، مشيراً إلى أن "الاغتيالات كانت ضربة هائلة لكنها ليست فتاكة".