شهدت الليرة السورية مزيدا من الانهيار غداة مقتل أربعة من كبار أركان نظام بشار الأسد، بلغت نسبته 10 في المئة. وأوضح الاقتصادي السوري سمير سعفان أن "حدود التدهور للعملة السورية لا يمكن توقعه أو تقديره، لأسباب عدة من بينها لجوء النظام لمعالجة سعر صرف العملة على الاقتراض الداخلي عبر الاستدانة من المصارف المحلية المودعة لدى المصرف المركزي، بالإضافة إلى طباعة المزيد من العملة وهو ما يعرف بالعلاج بالتضخم".
أضاف "شهدنا مثل هذا الأمر يحدث في العراق، حيث بدأ انخفاض العملة تدريجياً من 10 إلى 30 ثم 100 في المئة، وبعدها وصل التدهور إلى مستويات حادة. أما اليوم فالحكومة السورية قد تلجأ للتمويل بالتضخم، فقد قاموا بطبع كميات كبيرة من النقود في روسيا، وفي حال إنفاقها سنرى مزيداً من التدهور".
وأشار الخبير الاقتصادي السوري إلى أن مجمل الأحداث تأتي في سياق التصعيد في العاصمة دمشق وتترافق مع الخوف بشكل عام من تدهور الليرة، وهو ما يخلق تأثيراً سلبياً يقود إلى تآكل قدرة الدولة المالية، بما لا يجدي معها التصدير أو التجارة أو حتى الدعم من إيران أو العراق، وتبقى قدرة النظام على الدفاع عن سعر صرف الليرة محدودة".
وفي "السوق السوداء"، أكد وسطاء أن سعر صرف الليرة السورية بلغ ظهر أمس، نحو 75 ليرة للدولار بعد أن كان قارب 69 ليرة للدولار صباحا.
إلا ان حاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة، قال ان "ما تبثه بعض الفضائيات حول أسعار صرف الليرة السورية مبالغ فيه وعار عن الصحة والهدف منه إثارة الهلع في نفوس المواطنين.
يشار هنا إلى أن الليرة السورية كانت قد تراجعت بنحو 104 في المئة مقابل الدولار منذ بداية الثورة، قبل أن تعود إلى مستوى 69 ليرة للدولار خلال الفترة الماضية.