CNN- دعا عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني السوري، الممثل الأكبر للمعارضة، الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى التحرك بشكل أكبر حيال الملف السوري، قائلاً إن عليه "أخذ الخيار الصحيح" دون الالتفات لتأثير ذلك على الانتخابات الرئاسية التي تنتظره بعد أشهر، في وقت جرى الإعلان فيه عن مقتل 46 شخصاً برصاص الأمن والجيش الأحد. وأضاف"نريد من أمريكا والدول الغربية أن تضطلع بمسؤولياتها عبر مجلس الأمن، واتخاذ قرار بموجب الفصل السابع لإرغام النظام السوري على وقف القتل".
وتابع بالقول: "بالنسبة لأمريكا على وجه الخصوص، فنريد أن نقول للرئيس أوباما أن انتظار يوم الانتخابات من أجل اتخاذ القرار الصحيح حول سوريا هو أمر غير مقبول بالنسبة للسوريين، لا يمكننا تفهّم تجاهل دولة عظمى لقتل عشرات آلاف السوريين بسبب الحملات الانتخابية التي يمكن أن يربح بنهايتها الرئيس الأمريكي أو يخسر، ولهذا نقول إن هناك مهمة يجب على مجلس الأمن القيام بها."
من جانبها، قالت لجان التنسيق المحلية السورية المعارضة، إن حصيلة قتلى الأحد ارتفعت إلى 46، وتوزع القتلى بواقع 17 في حمص، وتسعة في قصف دير الزور، وستة في إدلب، وخمسة في حلب، إلى جانب قتيلين في كل من دمشق وحماه ودرعا وريف دمشق، وقتيل في السويداء.
وكان فريق من المحققين الدوليين قد تمكن السبت من دخول بلدة "التريسمة" للمرة الأولى منذ اتهام القوات الموالية لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بارتكاب "مجزرة" جديدة فيها، بينما سقط 73 قتيلاً على الأقل بمختلف أنحاء سوريا السبت.
وقالت المتحدثة باسم بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة، سوسن غوشة، إن الفريق عثر على أدلة تؤكد تعرض البلدة لقصف بالأسلحة الثقيلة، وقذائف المورتر، وكذلك الأسلحة الخفيفة، وأشارت إلى أن من بين هذه الأدلة، إحدى المدارس وقد تعرضت لحريق هائل أتي على محتوياتها، بالإضافة إلى عدد كبير من المنازل المدمرة.
وفيما قالت جماعات المعارضة، في وقت سابق، إن المجزرة التي ارتكبتها قوات الأسد في بلدة التريمسة الخميس الماضي، خلفت ما يقرب من 220 قتيلاً، مما وضع ذلك اليوم كأكثر الأيام دموية في سوريا، منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام قبل 16 شهراً، ذكرت المتحدثة الدولية أن عدد الضحايا ما زال غير معروف حتى الآن.
وقالت غوشة في بيان: "يبدو أن الهجوم كان يستهدف مجموعات محددة، ومنازل بعينها، تعود بشكل رئيسي لبعض المنشقين عن الجيش النظامي، وعدد من نشطاء المعارضة.. كانت هناك حمامات من الدماء، كما كانت الدماء تلطخ الجدران في كثير من المنازل، بالإضافة إلى كمية كبيرة من فوارغ الطلقات النارية".
وفي وقت سابق، قالت لجان التنسيق المحلية إن فريق المراقبين وصل إلى مدخل بلدة التريمسة، برفقة قوة من الجيش النظامي، إلا أن الأهالي رفضوا دخولها برفقة تلك القوات، قبل أن تورد في وقت لاحق أن الجيش دخل البلدة ومعه طاقم من قناة تلفزيونية محلية، "مما اضطر الأهالي إلى النزوح، خوفاً من وقوع مجزرة ثانية".
ومن المتوقع أن يعود فريق المراقبين إلى بلدة التريمسة مجدداً الأحد، لمواصلة عملية "تقصي الحقائق" التي شرعوا فيها في البلدة.
إلى ذلك، شهدت سوريا يوماً دامياً جديداً السبت، خلف ما يزيد على 73 قتيلاً، وذكرت لجان التنسيق، وهي هيئة معارضة تقوم برصد وتنسيق الأحداث الميدانية، أن القوات النظامية واصلت استخدام المروحيات في هجومها على المعارضة، فيما وقع انفجار قوي بأحد المراكز الأمنية.
وقالت لجان التنسيق، والتي تعمل من داخل سوريا، إن حصيلة الضحايا تتضمن 20 قتيلاً في حمص، و14 في دير الزور، و13 في حماة، بينهم 3 أطفال، و12 في إدلب منهم 6 من العناصر المنشقة عن الجيش النظامي، بالإضافة إلى سقوط 11 قتيلاً في ريف دمشق، وقتيلين في دمشق، وواحد في درعا.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، جماعة معارضة أخرى مقرها لندن، بوقوع انفجار، نجم عن هجوم بسيارة مفخخة، استهدف أحد المقار الرئيسية لأمن الدولة في محافظة حماة، مما أسفر عن سقوط "عدد غير معروف" من عناصر الجهاز الأمني، بين قتيل وجريح.