القدس المحتلة: في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات دولية وتعنيف دولي شديد جراء الهجوم على قافلة "أسطول الحرية" وتوتر العلاقات مع تركيا الصديقة الوحيدة لتل أبيب في المنطقة ، يواجه نتنياهو أزمة داخلية تتصاعد وسط مخاوف من عزلة دولية لإسرائيل. وتقدمت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني الاثنين باقتراح لحجب الثقة عن حكومة نتنياهو موضحة أن ذلك سيجنب البلاد العزلة الدولية التي تواجها الآن. وأوضحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي أوردت النبأ أن زعيمة حزب كاديما المعارض اتهمت الحكومة بتدمير موقف إسرائيل في العالم، وأمنها في الشرق الأوسط. وقدمت ليفني الاقتراح بنفسها تحت عنوان "محاولة تهرب المسئولين الحكوميين من المسئولية والنقد المباشر تجاه ما ارتكبه جنود الجيش الإسرائيلي بحق أسطول مساعدات غزة". وأشارت الصحيفة إلى أن ليفني أوضحت أن إسرائيل تواجه أكثر الأوقات صعوبة في تاريخها، وبأن هذه الحالة ليست عابرة بل ستستمر، مما يعني أن إسرائيل باتت معزولة تماما عن العالم. وشددت ليفني في اقتراحها على الآثار الصعبة المترتبة على موقف إسرائيل هذا في المنطقة الصعبة، بالإضافة إلى اعتمادها على قوة الردع الإسرائيلية، وبالطبع وبشكل أساسي على علاقتها مع حليفها الرئيسي الولاياتالمتحدة، وفقا لما ذكرته الصحيفة. واختتمت ليفني اقتراحها بالقول، حسب الصحيفة، بأن "أبدت ثقتها الكاملة في قوات الدفاع الإسرائيلية، لكنها شككت في الحكومة التي تضع البلاد في مواقف عزلة صعبة تمنع تلك القوات من التصرف والحركة حين تستدعى الحاجة لذلك". وجاء رد نتنياهو سريعا، حيث انتقد حزب كاديما لتقديمه هذا الاقتراح، معلنا أن ما تحتاجه إسرائيل الآن هو الثقة الكاملة في حكومتها وضبط النفس لمواجهة سفن المساعدات القادمة لفك الحصار عن غزة. ودعا نتنياهو المعارضة إلى سحب اقتراحها بحجب الثقة ، قائلا: "إن قرار حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابقة إيهود أولمرت بفرض طوق بحري على غزة كان صائبا" ، ملمحا إلى ان المعارضة برئاسته ابدت دعمها لحكومة اولمرت خلال عملية "الرصاص المسكوب" في غزة رغم ما كان لديها من انتقادات آنذاك. واضاف نتنياهو: "ان الرحلات المقبلة للسفن التي تحاول اختراق الطوق البحري المفروض على غزة صارت على الابواب مما يحتم تضافر جهود القوى السياسية الرئيسية لمواجهة هذا الخطر".