وجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما الدعوة للرئيس محمد مرسى لزيارة الولاياتالمتحدة خلال مشاركته (مرسى) فى أعمال وفعاليات الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك فى سبتمبر المقبل. سلم الدعوة وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية خلال استقبال الرئيس مرسى له بعد ظهر اليوم الأحد ، بحضور وزير الخارجية محمد كامل عمرو.
وعقب المقابلة ..أعرب وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية فى مؤتمر صحفى بمقر رئاسة الجمهورية عن سعادته بعودته للقاهرة ، واصفا لقاءه مع الرئيس محمد مرسى ب"البناء".
وقال بيرنز إنه نقل إلى الرئيس مرسى رسالة تهنئة من الرئيس الأمريكى باراك أوباما أكد فيها التزام أمريكا الشديد ببناء علاقة شراكة جديدة مع الديموقراطية الجديدة فى مصر ، على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
ونوه بأنه سيواصل خلال زيارته للقاهرة اللقاءات مع المسئولين والشخصيات السياسية فى مصر كما سيلتقى ممثلين عن المجتمع المدنى ورجال الأعمال..مؤكدا أن هذه اللقاءات ستسهم فى التحضير لزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون للقاهرة الشهر الجارى والتى تسلط الضوء على دعم الولاياتالمتحدة للانتقال الديموقراطى فى مصر ، وتحقيق الانتعاش الاقتصادى.
وقال وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة ستبذل كل ما فى وسعها لضمان الانتقال الناجح للديموقراطية فى مصر والذى يقدم أفضل مسار لتحقيق طموحات الشعب المصرى فى الكرامة ، وفى الأمن ، وفى أن يكون له صوت فى إدارة شئونه.
وقدم بيرنز التهانى للشعب المصرى على إنجازه التاريخى وعلى الثورة المصرية السلمية والانتخابات التنافسية التى أسفرت عن انتخاب أول رئيس مدنى فى تاريخ مصر .. قائلا "رغم بعض المشاكل الحقيقية التى مازالت موجودة إلا أننا نرى أن الدول الأخرى التى انتفضت مع مصر العام الماضى ليست محظوظة مثلها".
وتابع "ليست كل الدول لها نفس الوزن الاستراتيجى والتاريخى الذى تتمتع به مصر ، كما لا تستطيع كل الدول أن يكون لها نفس التأثير على المنطقة برمتها مثل مصر التى نجحت فى تحقيق الانتقال الديموقراطى ، فضلا عن دورها المستمر كعمود قوى للسلام والأمن والرخاء".
وأردف بيرنز قائلا "إن المصريين يعرفون أفضل منا أن طموحاتهم لم تتحقق بعد بالكامل ولكنهم يستطيعون أن يعتمدوا على الشراكة الأمريكية فى هذا الطريق الصعب ..إننا واثقون أن اقتصادا قويا هو ما يشغل بال المصريين حاليا..ونحن ملتزمون التزاما كاملا بمبادرات ملموسة لمساعدة مصر على مواجهة التحديات الاقتصادية بما فى ذلك المشكلات المالية الحالية والتخفيف من عبء الديون ، والمساعدة على توفير فرص للعمل والتعليم وتشجيع الاستثمارات والسياحة الأمريكية".
وقال المسئول الأمريكى "إنه مع كل التحديات الواضحة ، إلا أن مصر لديها القدرة على تحقيق الانتعاش الاقتصادى والنمو الشامل".
وقال وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية "إن مصر قطعت خلال فترة قصيرة شوطا ملحوظا ، غير أنه لايزال هناك قدر كبير من العمل يتعين إنجازه لبناء نظام ديمواقراطى قوى وقابل للاستمرار وهو ما طالب به المصريون فى ثورتهم".
وأضاف بيرنز "إنه من المهم أن نرى برلمانا منتخبا بالطريق الديموقراطى وعملية شاملة لوضع دستور جديد يضمن الحقوق العالمية للانسان ، كما يبقى التحدى فى بناء مؤسسات تكفل ، بغض النظر عمن يفوز فى أية انتخابات كاملة ، حماية كل حقوق المصريين ..وهذا التحدى لا يواجه القيادة المصرية وحدها ولكن جميع المصريين أيضا".
وتابع "إن عشرات المصريين يتطلعون إلى الرئيس مرسى والحكومة التى سيشكلها لاتخاذ الخطوات المطلوبة لدفع الوحدة الوطنية ، وإقامة وحدة وفاق وطنى تشمل كل الأديان على أرض مصر وتحترم حقوق المرأة والعلمانيين فى المجتمع وكذلك المجتمع الدولى".
وأردف بيرنز "إننا ملتزمون تماما للعمل مع رئيس مصر والحكومة الجديدة وكل الأطراف لدعم شراكتنا ، ودفع المصالح المشتركة فى وجود دولة مصرية قوية ديموقراطية تتمتع بالحيوية الاقتصادية ، تكون قوة لصالح السلام والاستقرار فى المنطقة".
وردا على سؤال حول الدعم الأمريكى ، أكد وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية التزام بلاده بدعم الاقتصاد المصرى فى ظل التحديات التى واجهته خلال الفترة الماضية.. مشيرا إلى أن الرئيس محمد مرسى يدرك هذه التحديات كما أن مصر أثبتت فى الماضى قدرتها على النمو الاقتصادى ولكن لم يرجع عائد هذا النمو على الشعب المصرى والمجتمع ككل.
وقال بيرنز إن الولاياتالمتحدة ستقوم بدعم المؤسسات المالية المصرية وستجرى اتصالات مع الجهات الدولية المانحة لمساعدة مصر فى تحقيق الانتعاش الاقتصادى، وسنساعدها بكل ما نستطيع.
وحول التصور الأمريكى لطبيعة العلاقات المصرية الإسرائيلية فى المستقبل، أجاب المسئول الأمريكى "إن الولاياتالمتحدة تقدر التصريحات التى جاءت من الطرفين والتزام القيادة الإسرائيلية بالاتفاقيات والتعهدات الدولية وكذلك إعلان الرئيس مرسى التزام مصر بالتعهدات والاتفاقيات الدولية"..مؤكدا أن واشنطن تبنى شراكتها مع القاهرة على أساس قدرة الأخيرة وأهميتها كقوة للسلام والأمن والاستقرار فى المنطقة.
وقال بيرنز إن لقاءه مع الرئيس مرسى تطرق إلى القضايا الاقتصادية والاستثمارات بشكل خاص وحصول مصر على قرض صندوق النقد الدولى..مشيرا إلى أن أمريكا ستعمل على مساعدة مصر فى الحصول على هذا القرض باتفاق مرض للطرفين ويكفى احتياجات مصر، وسيكون هذا القرض رسالة إيجابية لجذب الاستثمارات والمستثمرين إلى مصر.
وردا على سؤال حول ما تردد عن وجود مخاوف أمريكية من أن وصول الإخوان للحكم سيؤثر على العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة مثلما كان يهدد الرئيس السابق حسنى مبارك..قال بيرنز إن الولاياتالمتحدة تدرك أهمية الثورة المصرية والطموحات التى يسعى إليها المصريون ومنها الحصول على الكرامة.
وأشار إلى أن هناك خطوة مهمة تحققت وهى إجراء الانتخابات الديمقراطية وفوز الرئيس مرسى كأول رئيس مدنى .. مؤكدا أن هناك عملا شاقا ومستمرا لبناء المؤسسات التى تحمى الاقتصاد وتنعشه.
وقال بيرنز "سنعمل كل ما فى وسعنا لمساعدة الرئيس المصرى والحكومة الجديدة وممثلى المجتمع المدنى لتحقيق التحول الديمقراطى فى مصر".