يأتي متحف "عمارة الحرمين الشريفيين" بمكةالمكرمة كواحد من أهم المعالم الأثرية والتراثية بالمدينة المقدسة، حيث يستقبل أكثر من نصف مليون زائر معظمهم من الحجاج والمعتمرين إلى جانب طلاب المدارس والجامعات بالمملكة العربية السعودية. ووفقاً لما قاله ناصر السلمي مدير المتحف لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن المتحف يضم سبع قاعات هي" قاعة الاستقبال، والمسجد الحرام، وقاعة الكعبة المشرفة، والصور الفوتوغرافية، وفيها كنوز أثرية ومقتنيات أثرية للمسجد الحرام، والتحف الفنية، ومجسمات تحكي تطور عمارة الحرمين الشريفين"، كما أشار سلم الكعبة المشرفة كأحد أهم القطع الأثرية الموجودة بالمتحف والذي يعود تاريخه إلى عام 1240ه، ومصنوع من خشب "الساج"، وتمت صناعته في الهند، ومنقوش عليه اسم الصانع وتاريخ النقش وذلك إبان التاريخ العثماني. كما يعد "أعمدة الكعبة " واحدة من أقدم المقتنيات الموجودة بالمتحف وتعود إلى عام 65ه، وهي من الأعمدة التي كانت داخل الكعبة المشرّفة، ومصنوعة أيضاً من خشب الساج، هذا إلى جانب "ميزاب الكعبة المشرفة"، و"باب الكعبة المشرفة"، وأعمدة الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير، الثلاثة التي ثبّت بها الكعبة المشرفة ووتّد دعائمها أثناء ترميمها في القرن الأول الهجري. وأضاف السلمي أن خمسة وأربعين ألف زائر شهريا يقومون بزيارة المتحف، في موقعه الحالي في منطقة أم الجود - أحد أحياء مكة - بجوار مصنع كسور الكعبة المشرفة، ويرتاده الكثير من الزوار وكبار الشخصيات، وقد افتتح المتحف الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة الراحل، وكبار الشخصيات من أبرزهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ووفقاً لمدير المتحف فإن كل قطعة أثرية يتم تعريفها باللغتين العربية والإنجليزية مع شرح لتاريخها ومكان جلبها بالتحديد، موضحا أنه ليس للمتحف موقع إلكتروني حتى الآن، إذ ينضوي تحت رئاسة شؤون الحرمين تقنيا. كما ذكر الباحث التاريخي سعد الشريف أن المتحف يزخر بجواهر تاريخية نادرة لم يسلط عليها الإعلام الضوء بشكل جيد، تبرز في مقدمتها قطعة أثرية مهمة، وهي مقدمة الرأس النحاسية لمنبر السلطان سليمان القانوني في القرن العاشر، بالإضافة لمجسمات تحاكي نمطية الحرم المكي وتفاصيله، ويوجد في المتحف كذلك، قفل ومفتاح للكعبة المعظمة في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لعام 1309ه، وباب من المنبر العثماني في المسجد النبوي الشريف، الذي صنع بأمر من السلطان مراد الثالث في عام 998ه، بالإضافة إلى نقوش على الرخام تشير إلى تاريخ إنشاء الباب وأجزاء من المسجد الحرام، التي دمرها حريق خلال عهد المملوك السلطان الناصر فرج بن برقوق في عام 804 ه. وأشار إلى أنه يتجلى كذلك في المتحف وجود بابين من أبواب الكعبة المشرّفة في العصر السعودي، أولهما باب أمر ببنائه الملك عبد العزيز آل سعود من الألمنيوم ومدعم بقضبان حديدية، ومغطى بصفائح من الفضة، ومطلي بالذهب، ومطرز بأسماء الله الحسنى في عام 1363ه، والباب الآخر أمر بصناعته الملك خالد بن عبد العزيز، وهو من الذهب الخالص، الذي كان يسمى باب التوبة، بالإضافة إلى وجود باب مصنوع من الخشب الخالص في ثنايا القرن الرابع عشر للهجرة.