ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الأربعاء أن استقرار مصر يعد الدعامة الرئيسية التي تضمن مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ومن ثم فمن الضروري أن تدعم واشنطن تحقيق وفاق مدني - عسكري في مصر من أجل إدراك هذا الهدف. وأوضحت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته اليوم على موقعها على شبكة الإنترنت - أن سياسات الغرب بشكل عام، والأمريكية منها على وجه الخصوص، تجاه مصر يجب أن تتسم الآن بالاعتدال والحذر بعض الشىء.
وأعربت الصحيفة في هذا الصدد عن تفاؤلها إزاء مستقبل العلاقات الأمريكية المصرية في ظل وجود إدارة جديدة منتخبة.. معتبرة أنه سواء أكان الرئيس من جماعة الإخوان المسلمين أم لا فإن ذلك لن يؤثر على مستقبل العلاقات بين مصر وواشنطن.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن تحظى واشنطن بعلاقة متعددة الأطراف وتتمتع بقاعدة واسعة مع المصريين وعدم الاقتصار على الرئيس مرسي بل لابد أن تشمل جميع المشاركين في الحكومة التي سيسميها والبرلمان القادم.
وأضافت:"في إمكان أمريكا أن تجد قواسم وأرضية مشتركة مع المصريين كون مصر شريكا وحليفا استراتيجيا ومن ثم تحقيق تقدم من خلال التعاون في القضايا الهامة المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية".
وعزت الصحيفة الأسباب الكامنة وراء هذه النظرة الإيجابية والتفاؤل بشأن مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية إلى قدرة مصر المذهلة على اجتياز المحن والصعوبات.. لافتة إلي أنه على مدار الأشهر القليلة الماضية تلقت مصر ضربات موجعة.. غير أنها تمكنت من تحملها واجتيازها بدرجة من النظام والسلام المجتمعي.
ورأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن استقرار مصر يتحقق من خلال 3 ملامح أساسية تتمثل في : إرساء السلام والوفاق في الداخل وفق الإرداة الحرة للشعب المصري ، وتكريس السلام مع دول الجوار، واقتصاد مزدهر يلبي احتياجات المواطنين.
وقالت الصحيفة "إنه لطالما حرصت واشنطن على الالتزام بالوقوف على مسافة واحدة من كافة الأطراف اللاعبة في مصر وعدم تفضيل حزب على آخر، بل وعمدت إلى تشجيع المسئولين المعنيين والإدارة الحاكمة على حماية مسيرة مصر نحو الديمقراطية بوصفه السبيل الوحيد للوصول إلى بر الأمان والاستقرار".
وأضافت :أن الطريق أمام واشنطن في هذا الصدد قد يبدو وعرا ومعقدا، فعلى الرغم من أن الرئيس الدكتور محمد مرسي قد جاء وفق عملية انتخابية اتسمت بالنزاهة والديمقراطية غير أن صلاحياته وسلطاته لا تزال غير محددة فضلا عن غياب دستور جديد للبلاد.
واعتبرت أن أول التحديات التي ستواجهها واشنطن هى تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية سويا من أجل مستقبل أفضل وعلى رأسها المجلس العسكري الذي تولى حكم البلاد في أعقاب تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير العام الماضي ومؤسسات الدولة والسلطة القضائية التي لعبت دورا غاية فى الأهمية خلال المرحلة الانتقالية التي شهدتها البلاد على مدار عام ونصف العام.
وذكرت "الجارديان" أن أحد أهم التحديات المطروحة حاليا تتمثل في ما أسمته /العلاقة المدنية -العسكرية/ التي اعتبرتها بالغة الأهمية والخطورة.. مؤكدة أن إدارة هذه العلاقة تتطلب بشكل ملح تنفيذ عملية قد تجمع بين "المساومة والمفاوضات تارة والإجماع تارة أخرى".
وأضافت:أن المجلس العسكري لم يصل إلى حكم البلاد دون دعم شعبي ولم يكن ليصل إلى ما أفضى إليه من سلطة ومن مكانة دون دعم شعبي قوى له.. لافتة إلى أنه على الرغم من الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره والذى احتفظ من خلاله ببعض سلطاته وأصوله العسكرية والصناعية غير أنه لم يرد يوما الاستئثار بحكم مصر بل إنه يرغب مخلصا في إسناد إدارة البلاد إلى ساسة محنكين.
واستطردت:أن اقتصاد مصر المتعثر يشكل عقبة وتحديا كبيرا لمستقبل البلاد.. مشددة على ضرورة أن تحصل مصر على احتياطيات من العملات الأجنبية، وأن تكون هناك إدارة رشيدة لموزانتها..وشددت على أن مستقبل مصر لن يكون لحظة رئيسية أو محورية لشعبها فقط، وإنما أيضا سيساعد شعوب الدول الأخرى على تقرير مصائرهم وأي مسار يختارونه لبلادهم.