أكدت الدكتورة نادية زخارى وزيرة الدولة للبحث العلمى فى حكومة تسيير الأعمال أن الوزارة تولى الأبحاث والدراسات العلمية الخاصة بعلاج الأنواع المختلفة من الأورام السرطانية اهتماما كبيرا خاصة فى ظل التزايد فى أعداد المرضى ..مشيرة إلى أن هناك مشروعات بحثية مشتركة فى هذا المجال مع دول العالم المختلفة من بينها أمريكا وفرنسا وإيطاليا. جاء ذلك خلال الاحتفالية الكبرى التى نظمتها مستشفى سرطان الأطفال 57357 تحت شعار "رحلة علم هدفها حياة" بمناسبة مرور خمس سنوات على افتتاحها وشفاء مئات الأطفال ، بمشاركة عدد من سفراء الدول الافريقية والاوروبية ونخبة من نجوم الفن والغناء والأندية الرياضية والشخصيات العامة والإعلاميين.
وأشادت زخارى بالرعاية الصحية الفائقة التى تقدمها مستشفى 57357 ، هذا الصرح الطبى العملاق الذى أصبح واحدا من أكبر المؤسسات النموذجية الناجحة فى مجال علاج السرطان فى مصر والدول العربية والشرق الاوسط.. مشيرة إلى ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات التى تعوق القضاء على المشكلات الصحية فى المجتمع ، حيث يساهم البحث العلمى الواسع فى تقدم الدول، والحفاظ على صحة الإنسان.
وأكدت الدكتورة علا غبور امين عام المستشفى ان من أهم الانجازات التى حققها المستشفى خلال الخمس سنوات الماضية منذ افتتاحه فى 7 يوليو 2007 هى ارتفاع نسب الشفاء بين الاطفال المرضى والتى اقتربت بالفعل من النسب العالمية حيث وصلت فى الاجمالى مابين 60 -70 \% وفى بعض أنواع الأورام لأكثر من 85%.
وقالت إن مستشفى 57357 يعد أكبر مركز لعلاج سرطان الاطفال فى العالم من حيث الطاقة الاستيعابية ، فهو ليس مجرد مستشفى بل مثالا رائدا ومؤسسة شاملة لمكافحة سرطان الاطفال حيث يقدم الرعاية الطبية فائقة الجودة لجميع المرضى مجانا وبعدالة كاملة..مشيرة الى ان المستشفى تم انشاؤه بالتبرعات من المصريين بالداخل والخارج ومن العرب والأجانب ويعتمد على حد كبير على استمرارية هذه التبرعات والمساندات المالية والعينية فى مرحلتى الانشاء والتشغيل .
وأوضح الدكتور هانى حسين مدير عام مستشفى 57357 أن المستشفى على مدى خمس سنوات حقق العديد من الانجازات واكتسب مركز الصدارة فى تشخيص وعلاج ورعاية الاطفال مرضى السرطان فى مصر والمنطقة المحيطة بها حيث ادرك المستشفى منذ تأسيسه أن السبيل الوحيد للالتزام بمعايير الجودة فى الأداء هو الاهتمام بالبحث العلمى الذى يسعى لكشف أسباب انتشار المرض والاساليب الحديثة فى التشخيص والعلاج.
وأشار إلى أن المستشفى فى عام 2011 استقبل 3 آلاف و 860 مريضا ، و65 ألفا و 500 زيارة يومية ، وقام بإجراء 1600 عملية ، و 35 ألف جلسة علاجية ،لافتا إلى أن نسب الشفاء فى مختلف انواع السرطانات الشائعة فى مصر اقتربت من المستويات العالمية حيث بلغت نسبة الشفاء من سرطان الدم 80.8 % ، وفى الغدد الليمفاوية 80 % وفى أورام العظام بلغت نسبة الشفاء إلى 77 % ، مما يعد مؤشرا إيجابيا للشفاء من هذا المرض.
من جانبه ..أكد الدكتور شريف أبو النجا نائب مدير البحوث والتطوير بمستشفى 57357 ان المستشفى يعتمد على التبرعات بنسبة 100 % ولا يتلقى أى تمويل حكومى، حيث يقدم أعلى مستوى من الخدمة العلاجية مجانا ويسعى ليكون نموذجا للعمل الخيرى القائم على الجودة والعدالة .. مشيرا إلى أن المستشفى يهدف إلى تحقيق الشفاء لجميع المرضى وتقديم أعلى مستوى من الخدمة العلاجية المتكاملة، وتحسين ظروف الحياة وتخفيف معاناة المريض وأسرته.
وأشار إلى أن المستشفى يسعى أيضا لأن يكون نموذجا للتغير الإيجابى فى المجتمع يواجه المشاكل والتحديات بتطبيق أفضل الأساليب العلمية والتكنولوجية وأحدث نظم الإدارة ..مؤكدا أنه يتم تطبيق المنهج العلمى فى العمل والإدارة والتطوير المستمر وتبادل المعرفة مع دول العالم المختلفة.
وذكر انه سيتم خلال الفترة القادمة تنفيذ برامج لمكافحة السرطان وتنظيم حملات مكثفة للتوعية ضد السرطان ، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية ان 30 % من أسباب الإصابة بالسرطان التدخين و 30 % بسبب التغذية .. موضحا ان حملات التوعية ستركزعلى كيفية نشر ثقافة التغذية السليمة فى المجتمع وتجنب العادات الغذائية السيئة.
واستعرض الدكتور شريف ابو النجا انجازات المستشفى والمشروعات المستقبلية بهدف توسيع نطاق الخدمات الصحية عالية الجودة لتشمل عددا أكبر من المرضى وتوفر أعلى فرص للشفاء، حيث تشمل افتتاح فرع طنطا فى نهاية العام الحالى ، واضافة 60 سريرا جديدا بالمستشفى الرئيسى لزيادة الطاقة الاستيعابية من 20 الى 60 % ، وإنشاء أكاديمية للتدريب والتعليم ، ومركز متطور للأبحاث، ودار ضيافة لعائلات المرضى بالمقطم.
وبدأت الاحتفالية بعرض للموسيقى العسكرية يليه فقرات موسيقية وغنائية وترفيهية مقدمة من وزارة الثقافة ، وأنشطة رياضية للأطفال وأسرهم .