التقى 25 فنان من الفنانين والفنانات الشباب قرابة شهر في ورشة "المهرجان الرابع لفن الجرافيتي"، الذي نتج عنه مجموعة من الأعمال الجرافيتيه ، زينت جدران حديقة مركز "محمود مختار الثقافي" والتي عبرت عن ثورة 25 يناير. يذكر أن مركز محمود مختار يتميز بحديقة يطل عليها جمهور الشارع العادي ، مما يساهم فى تفاعل الفنانين مع الجمهور مباشرا ؛ ولذلك كان بمثابة بانوراما تفاعلية عرفت الجمهور على الفنان وأدواته ، فبالطبع منذ اندلاع ثورة 25 يناير ، مارس العديد من الأشخاص فن "الجرافيتي" على الكثير من الجدران في القاهرة والإسكندرية ومحافظات مصر المختلفةأخذا فلى الاعتبار ان هؤلاء ليسو متخصصين ، لكنهم عبروا عن مشاعرهم تجاه الثورة على الجدران مباشرا سواء بالكتابات أو الرسوم التى تعبرجميعها عن أحداث الثورة، وقد اعتبر هذا نهضة حضارية وقفزة للإمساك بالحرية في مصر؛ لأن هذا الفن يمارس سرا في أغلب بلدان العالم وضمنهم الدول الأوروبية .
ومن المؤكد ان الأمر مختلف بالنسبة للجمهورالمصرى لأنهم احتكوا احتكاكا مباشرا بفنانين شباب أثناء إنتاج "الجرافيتي"، ثم مشاهدة الافتتاح ونتاج الورشة بعد الانتهاء من العمل.
افتتح الفنان الدكتور صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية تحت شعار "لون .. وجدار .. وفكرة" حيث يهدف المعرض إلى اضفاء أحقية واعتراف مؤسسي هذا النوع من الإبداع ، وتبنى تجارب شباب مهتم بهذا الفن.
شارك في المهرجان تسعة فنانين من جماعة "فنية مصرية"، تناولوا في أعمالهم الوحدة الوطنية ، و دعم السياحة ، واستمرار عجلة العمل ، بالإضافة إلى رسمهم صور لشهداء ثورة 25 يناير.
رسم أحمد بيرو رئيس جماعة "فنية مصرية" مشهد كبير للعبة الشطرنج، يقف فيها الملك شامخا، في حين يلقي بالعساكر على سطح اللعبة، باعتبارها رمزا للعبة السياسية التي تمارس في مصر بذكاء، وكأنهم يتقنوا لعبة الشطرنج. وتناول أشرف الأمير المراكب الشراعية في نهر النيل، بالإضافة إلى رسمه بورتريهات لبعض الشهداء.
كما عادت بنا الفنانة وسام النواوي إلى استخدام الخطوط الخارجية لمعبد الكرنك ورمسيس لتربط بين الماضي والحاضر في إشارة منها لتدعيم السياحة في مصر. في حين رسمت سارة السباعي مجموعه من التروس لتشجع على استمرار عجلة العمل. أما الفنانة كرستين صفوت فقد رسمت مصر في صورة امرأة جميلة تحمل فى يديها حمامة السلام البيضاء، بالإضافة إلى كتابتها عبارة مطالب الثورة "الشعب يريد.. عيش – حرية – عدالة اجتماعية". نسج المعتز بالله صفوت من الخط العربي تكوينات تشكيلية جمالية قامت على كتابات عبارات "قوم يا مصرى، الشعب يريد، المجد للشهداء، الثورة مستمرة".
ورسمت ريهام السنباطي نموذج لطابع بريد يحتوى على تصميم بالحروف العربية وبورتريه للشهيد خالد سعيد. كما رسمت الفنانة منه الله رمزي الملكة نفرتيتي وبعض الموتيفات الفرعونية مع صور لبعض الشهداء في إطار ربط الماضي بالحاضر، ومن حولهم نهر النيل والمراكب والمساجد.
كما تناولت نشوى علي فكرة الوحدة الوطنية من خلال المسجد والكنيسة وتقابلهما على الجدار مع بعض الأيقونات التي تحمل تيمة الوحدة الوطنية.
في إطار آخر رسم محمد جمال عربة يجرها حصان بسرعة شديدة، ويحاول بعض الأشخاص الإمساك بها لمسايرتها لكنهم يسحلوا على الأرض محاولين الإمساك بعجلاتها. كما رسم أحد الفنانين امرأة لوحة "الموناليزا" الشهيرة لكنها تردتي زي عسكري، وتمسك بإحدى الصواريخ مستعدة لإطلاقه.
وقد خصصت قاعة إيزيس بالمتحف إلى جرافيتي مشترك بين ثلاثة فنانين وهم علاء عوض، وأدهم بدوي، ومحمود خطاب رسموه على جدران القاعة، تناولوا خلاله رسومات وموتيفات من الفن الفرعوني ، كالأشخاص والوجوه الفرعونية ، يتوسط العمل عائلة مصرية تمتد لعائلة عبد الرسول التي اكتشفت خبيئة الدير البحري وبجانبهم النائيحات الباكيات على أرواح شهداء مصر. كما تناولوا بعض رموز بلاد الرافدين كناية عن إحياء الحضارة وعدم موتها على مر التاريخ.