قال وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف إن السفير الروسي بالقاهرة سيعمل على إقناع المعارضة السورية ببلورة موقف موحد لتسوية الأزمة والاتفاق بشأن من سيمثلها في المفاوضات مع الحكومة السورية. وأكد لافروف في تصريحات له - مشاركة السفير الروسي لدى القاهرة كير بيتشينكو في مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد أمس ويستمر اليوم في مصر تحت رعاية جامعة الدول العربية.
وأضاف أن موسكو تدعو إلى توحيد المعارضة السورية استعدادا للحوار مع السلطات السورية، كما تنص عليه خطة كوفي أنان التي أقرها مجلس الأمن الدولي.
وتابع لافروف :"من هذا المنطلق تعتبر مشاركتنا في اجتماع القاهرة الذي يهدف إلى توحيد كافة قوى المعارضة السورية أمرا منطقيا".
أعلن وزير الخارجية الروسي تأجيل اللقاء المرتقب مع وفد من المعارضة السورية برئاسة ميشيل كيلو إلى الأسبوع المقبل، وذلك تلبية لطلب المعارضة.
وشدد على أهمية البدء الفوري للحوار الوطني الشامل بين الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة تنفيذا لخطة كوفي أنان للتسوية السلمية. ووصف مؤتمر جنيف الذي عقد السبت الماضي بأنه "خطوة مهمة لتوحيد الجهود الرامية إلى تحقيق التسوية السلمية ورفض أية محاولات لتسوية الوضع عبر وسائل عسكرية".
ومن ناحية أخرى اتهم سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسي ،عقب مباحثاته مع نظيره الفيتنامي فام بين مين، عددا من الدول الغربية بمحاولة تشويه الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال مؤتمر جنيف لتسوية الأزمة السورية.
وقال لافروف "للأسف بدأ بعض ممثلي المعارضة السورية يعلنون أن قرارات جنيف بالنسبة لهم غير مقبولة، وبالتوازي مع ذلك قام بعض المشاركين في لقاء جنيف من خلال تصريحاتهم بتشويه الاتفاقيات التي تم التوصل إليها".
وأكد أن اتفاقيات جنيف "لا داعي لتأويلها..فهي تعني بالضبط ما كتب في البيان، ويجب إتباع تلك الاتفاقات التي تم التوصل إليها.. موقفنا حيال هذا الشأن صادق نحن لا نحاول تحريف الحقائق كما لو أنها تعني أكثر مما هو مكتوب في النص".وأضاف الوزير الروسي انه من المهم اليوم عدم اللجوء إلى تأويلات غير أمينة، بل يتعين على الجميع العمل بشكل منسق والضغط على كل الأطراف المشاركة في النزاع السوري "لهدف واحد هو إرغامها على وقف العنف والجلوس إلى طاولة المباحثات".
وأضاف "واثقون من أن جنيف تخلق فرصا جيدة لتحقيق هذا الهدف ويجب اغتنامها إلى أقصى حد"، مشيرا إلى أن روسيا لن تشارك في مؤتمر ما يعرف ب"أصدقاء سوريا" في باريس، معتبرا أن ضرورة المشاركة سقطت بعد مؤتمر جنيف.
واستطرد قائلا :"إن مجموعة أصدقاء سوريا" كانت منذ البداية تسعى لمساندة مجموعة واحدة من المعارضة السورية، الخارجية فقط منها وليس الداخلية.. وقد عرضنا بصدق أسباب امتناعنا من الالتحاق بهذه الآلية".
وتابع "اعتقد انه بعد بدء عملية جنيف وتشكيل "مجموعة العمل حول سوريا" يوم 30 يونيو انتفت الحاجة لمنتديات أخرى مثلما سيحصل في باريس حيث سيشارك قرابة 150 دولة".
وقال "من المفهوم انه من المستحيل في مثل هذا القوام إجراء حديث جاد عن طرق التسوية.. ومن الأرجح فان الحديث سيدور حول حشد مساندة جماعية لأهداف وضعتها "مجموعة الأصدقاء" منذ البداية.. ونحن، كما قلت، لا نستطيع مشاطرة هذه الأهداف، لأنها تستهدف تصعيد المواجهات وليس خلق ظروف لحوار سوري شامل بعيدا عن التدخل الخارجي".