ذكرت مجلة "تايم"الأمريكية أن المؤتمر المقرر عقده في مدينة "جنيف"، السويسرية لإيجاد حل لتصاعد حدة الصراع الدائر في سوريا، ستتخلله اعتبارات جيوسياسية إقليمية يتمثل أهمها في معارضة واشنطن حضور ممثلين عن طهران المؤتمر إضافة إلى خلافاتها مع موسكو. وأوضحت المجلة في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت، أن حالة عدم الوفاق بين لاعبين أساسين على الساحة الدولية والإقليمية مثل الولاياتالمتحدة وروسيا وعدم توصلهما إلى حل توافقي للخروج من الأزمة السورية، واستبعاد طهران بعد معارضة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حضورها المؤتمر إنما يكرس لحالة "الجمود السياسية" التي أفضت إليها الأزمة السورية. ورأت المجلة أن المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان ربما يكون محقا في القول: "إن المنافسة الجيوسياسية الجارية في منطقة الشرق الأوسط ستشكل عائقا كبيرا أمام إيجاد حل للصراع القائم في سوريا، فالأمر لا يقتصر فقط على الأطراف التي تخوض حربا بالوكالة عن طهران وبعض الدول الخليجية في المنطقة فحسب بل و تلعب التوترات القائمة على الساحة الأمريكية والروسية دورا محوريا في حالة الجمود التي آلت إليها الأوضاع في سوريا".
ولفتت المجلة إلى أن رغبة موسكو في عرقلة جميع الخطوات والخطط التي تتبناها واشنطن في سبيل معالجة القضية السورية، تتضح في مساعيها لدعم أنان في دعوة طهران لحضور مؤتمر جنيف الأمر الذي عارضته الولاياتالمتحدة بشدة مما يعني أن المؤتمر سيكون على نطاق ضيق ونتائجه محدودة. وأضافت الصحيفة, أنه ليست هناك مؤشرات على استعداد موسكو للتنازل، حيث تواصل تزويد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة، مشددة على أن تلك الأسلحة ستسمح لسوريا الدفاع عن حدودها ضد أي عدوان خارجي والذي يتضمن بطبيعة الحال تدخل من قبل حلف شمال الأطلسي "الناتو". وقد أصدر المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان بيانا أعلن فيه أن مؤتمرا دوليا لمجموعة العمل حول سوريا سوف ينعقد في جنيف يوم السبت المقبل, على مستوى وزاري .