ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مستهل افتتاحيتها اليوم الأحد أن قوى الغرب لا تزال متخاذلة حيال الوضع في سوريا ، فهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تجاوز التطورات على ارض الواقع حالة الجدال الدائر في واشنطن . وأوضحت الصحيفة على موقعها الالكتروني أن الإدارة الأمريكية قوضت مقترحات حول تأييد قرار خلق مناطق آمنة للمعارضة السورية آو إمداد الثوار بالأسلحة إلا انه ترد تقارير الآن من داخل سوريا تكشف النقاب عن سيطرة الثوار على مساحات كبيرة من المدن وتدفق الأسلحة إلى مقاتلي حركات المعارضة .
وأشارت الصحيفة الى انه فى وقت سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على مدن كبيرة ، هيمنت المعارضة السورية على جزء كبير من المناطق الريفية والضواحي ،وذلك وفقا لتقرير جديد لمعهد دراسة الحرب جوزيف هوليداى.
وذكر التقرير أن المناطق المحررة من قبضة الأسد تمتد من الحدود الشماليةالغربية في سوريا مع تركيا على الطريق السريع الشمالي - الجنوبي الرئيسي بين دمشق وحلب، وجنوبا إلى ضواحي مدينة حماة.
وأضافت الصحيفة أن قوات الحكومة حاولت اقتحام واختراق تلك المناطق بشنها وابلا من القذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة من على متن شاحنات.
واعتبرت "واشنطن بوست" القوة المتزايدة للثوار بمثابة أنباء سعيدة مرحب بها لأنها توحي بأن نظام الأسد لن يستطع استعادة سيطرته على البلاد بالقوة إلا أن ذلك يثير مشاكل جديدة بالنسبة لأولئك الذين يسعون لمنع سوريا من الدخول في حالة فوضى أو حرب طائفية قد تتسع أو تضر جيرانها.
وعلى الرغم من قدرتهم على فرض سيطرتهم على مناطق ريفية ، رأت الصحيفة أن الثوار بعيدون كل البعد عن القدرة على تحدي نظام الأسد وسيطرته على دمشق أو غيرها من المدن ، الأمر الذي يشير إلى أن الحرب قد تطول لشهور أو سنوات .
وفى الوقت ذاته ،يلجأ جيش الأسد إلى تدابير أكثر صرامة حيث بدأ مؤخرا في نشر مروحيات حربية.
ومضت الصحيفة في افتتاحيتها انه في عقاب الفشل المتوقع لبعثة السلام التابعة للأمم المتحدة ، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعمل مبادرة تهدف إلى إبرام اتفاق دولي حول شروط انتقال سوري في نهاية المطاف ، بما في ذلك مغادرة الرئيس الأسد من سوريا وإجراء انتخابات حرة.
وتابعت الصحيفة انه في حال التوصل لهذا الاتفاق وان ثبت فائدته ، لن يعالج الوضع المضطرب في سوريا بصورة فورية .
والمطلوب جهد قوى وجاد لتشكيل ودعم حركات الثوار الناشئة والذي يهدف إلى مساعدتها في تعزيز السيطرة على المدن وتواصل بعضهم لبعض وإنشاء هياكل إدارية.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بأنه ينبغي على الإدارة الأمريكية أن تسأل نفسها الى جانب حلفائها عما إذا كانت تستطيع فعله لتسريع عملية التنمية العسكرية للثوار .
فكلما طال أمد الحرب ، زادت فرصة فوز المتطرفين .فلا ينبغي الوقوف مكتوفي الأيدي .