أ ش أ- رأت صحيفة "صدى البلد" اللبنانية اليوم أن واشنطن تتمهل قبل إسقاط نظام الرئيس السورى بشار الأسد. وقالت الصحيفة فى مقال لها اليوم الجمعة "إن حدثين فقط يدفعان واشنطن للتدخل المباشر في سوريا، الأول: استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية في مواجهة الشعب ومناوئيه، والثاني: حدوث تطور دراماتيكي على جبهة الجولان المحتل عبر الإخلال بالاستقرار القائم على الحدود منذ نحو 40 عاما، وذلك سواء عبر الجيش السوري أو إطلاق يد بعض المنظمات الفلسطينية الموجودة في سوريا على هذه الجبهة".
وأضافت أن الإدارة الأمريكية ليس وارد لديها اتخاذ خطوات جراحية فيما يتعلق بأوضاع سوريا في المدى القريب، وتحديدا قبل إجراء الانتخابات الرئاسية أواخر العام الحالي، مؤكدة أنه من هذه الأسس التي تحكم موقفها، لا تبدو في موقع من يريد تقديم الدعم اللوجستي إلى قوى المعارضة المسلحة لتحقيق تحول نوعي في المواجهة مع الجيش السوري النظامي.
وأشارت الصحيفة إلى أن زوار واشنطن يؤكدون أن الإدارة الأمريكية لم تصل إلى قناعة بضرورة إسقاط النظام السوري، بل يركز المسئولون في وزارة الخارجية الأمريكية على خروج الرئيس السوري والمجموعة التي يستند إليها في الجهاز الأمني والمالي من السلطة، تمهيدا لبدء مرحلة انتقالية تنقل سوريا من نظام الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية والديمقراطية.
ولفتت إلى أن هذه المرحلة تخلف الأسد في إنجازها رغم الوعود التي أطلقها لشعبه والمجتمع الدولي غداة استلامه السلطة قبل 12 عاما، موضحة أن الثابت الأمريكي الوحيد في الشأن السوري هو أن مستقبل الأسد في السلطة انتهى ولا فرص لبقائه، وأن إمكانية اقتناع الأسد بالخروج الطوعي تتضاءل رغم ارتفاع كلفة استمراره حاليا على سوريا عموما.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية تعتقد أن قدرة النظام على التماسك تتراجع يوما بعد يوم، فيما تتزايد القوى والكتل الاجتماعية التي تتكتل ضده.