الدوحة: حل الشيخ الداعية عائض القرني ضيفاً على فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الحادية والعشرين، حيث تم استضافته بمسرح قطر الوطني ليتحدث حول موضوع " الكتاب خير جليس". وبحسب صحيفة "العرب" القطرية حضر الفعالية كل من مبارك بن ناصر آل خليفة الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون والتراث، وعبدالله الأنصاري مدير معرض الكتاب، وجمع غفير من الجمهور، وقدم للدكتور القرني، الداعية عائض القحطاني، المدير التنفيذي لمؤسسة "راف" الإنسانية. وخلال كلمته حول الكتاب والقراءة أعرب الداعية القرني عن أسفه بسبب تراجع العرب في القراءة، وتقدم الغرب، وتساءل لماذا لا نعود نحن أمة "اقرأ" إلى كتاب الله عز وجل، ولماذا لا نعلم أبناءنا وبناتنا حب القراءة ونغرس فيهم حب الاطلاع. ودعا الشيخ إلى إلى نهضة ثقافية حضارية يقودها الحكام صناع القرار والإعلام والعلماء والدعاة للمشاركة في مسيرة وعي الأمة، مؤكداً في الآن ذاته على أن أعظم تقدم هو تقدم العقل والفكر. كذلك أشار إلى ما نحتاجه في العالم العربي من قرار سياسي لدعم القراءة، خصوصا إذا علمنا أن العربي لا يقرأ إلا أربع صفحات في السنة، في حين أن الأوروبي يقرأ 270 كتابا في السنة. وقال إن في بعض شوارعنا تجد 70 مطعما واحدا جنب الآخر، وكل واحد متخصص في نوع من الأطعمة، ولا تكاد تجد في نفس الشارع إلا مكتبة واحدة يتيمة، لا يلجها الطلاب إلا من أجل شراء الأقلام والدفاتر، بما يدل على أننا نهتم بأجسامنا على حساب عقولنا! ونادى القرني خلال الندوة العرب بأن يخصصوا نصف ساعة للقراءة الحرة الخارجية بعيدا عن مقررات الدراسة، داعيا أن يكون لكل شخض كتبه المختلفة في كل مكان في السيارة والمنزل والمكتب وهكذا حتى ننمي عادة القراءة لدينا. وضرب الداعية مثالاً بالمحدث المشهور، ابن المبارك الذي كان يغلق على نفسه في غرفة بعد صلاة العصر، وتساءل أصحابه عن فعله، وقال لهم ابن المبارك: أنتم تغتابون الناس. قالوا: مع من تجلس؟ قال: أجلس مع قوم أفضل منكم، وأتقى منكم، وأورع منكم. قالوا: من؟ قال: هم الصحابة. قالوا: كيف؟ قال: أجالس كتب الحديث وأقرأ سير الصحابة وكأني جلست معهم.