وضعت الأممالمتحدة اليوم سوريا في "قائمة العار" الخاصة بالدول التي تقوم بتجنيد واستخدام وقتل الأطفال، والهجوم على المدارس والمستشفيات. ويستعرض التقرير السنوي الذي قدمه اليوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلي مجلس الأمن الدولي بشأن الأطفال والصراعات المسلحة، لمحة عامة عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب ضد الفتيات والفتيان في مناطق النزاع، والتدابير المتخذة لحماية الأطفال.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، راديكا كوماراسوامي إن التقرير يعطي صورة مختلطة للواقع الذي يشهده الأطفال في مناطق الصراع المسلح حول العالم.
وأضافت أنه "على الرغم من اندلاع أزمات جديدة أدت إلي سقوط أعداد كبيرة من الأطفال الضحايا مثلما هو حادث حاليا في سوريا، وأيضا في ليبيا، إلا أن الانتهاكات ضد الفتيات والفتيان وصلت إلى نهايتها في أجزاء أخرى من العالم"، مؤكدة ثقتها في أن "أعمال العنف والجرائم المرتكبة ضد الأطفال في سوريا لن تمر دون عقاب".
وطبقا للتقرير،فإن الأطفال في سوريا كانوا من بين أكثر من 10 آلاف من الضحايا المدنيين الذين تعرضوا إلى أعمال القتل والتشويه والاعتقال التعسفي والاعتقال والتعذيب وسوء المعاملة،وذلك علي أيدي القوات المسلحة السورية والمخابرات وعناصر الشبيحة الموالية للنظام.
وذكر التقرير أن الأطفال الذين يتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و13 سنة،يتم اقتيادهم عنوة من بيوتهم في سوريا واستخدامهم من قبل الجنود كدروع بشرية، بوضعهم أمام نوافذ الحافلات التي تقل عسكريين أثناء عمليات الهجوم على القرى والبلدات المختلفة في أنحاء البلاد،كما يتم مداهمة المدارس بانتظام، واستخدامها كقواعد عسكرية ومراكز احتجاز.
ودعت كوماراسوامي المجتمع الدولي إلى التوحد والوقوف ضد هذه الممارسات اللاإنسانية والضارة، حيث يتم تعذيب الأطفال وهم معصوبو الأعين، كما يتم تعرضهم لأوضاع مجهدة وصدمات كهربائية والجلد باستخدام الكابلات الكهربائية الثقيلة.
وتطرق التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أيضا إلي انتهاكات حقوق الطفل في أفغانستان ،حيث يتم استخدامهم بشكل متزايد في العمليات الانتحارية عن طريق زرع المتفجرات في أجسادهم، وشهد العام الماضي مقتل مالا يقل عن 11 طفلا في عمليات انتحارية لأطفال في أفغانستان، إضافة إلي مقتل 11 طفلا آخرين في باكستان في أعمال انتحارية مشابهة.
ونوهت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، راديكا كوماراسوامي إلي ضحايا النزاعات المسلحة من الأطفال في نيبال وسريلانكا، قائلة إن العام الماضي شهد دخول خمسة أطراف جدد في اتفاقيات دولية مع الأممالمتحدة لحماية حقوق الطفل ووضع حد لتجنيد واستخدام الأطفال في أفغانستان، وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وجنوب السودان.
وذكرت أن العام الماضي شهد كذلك تسريح الأطفال المجندين في القوات والجماعات لمسلحة والجماعات في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وكولومبيا، وجمهورية الكونغو وميانمار، وجنوب السودان والسودان.
وعلقت المسئولة الدولية علي ذلك قائلة "إن التقدم مستمر لكن الطريق سيكون طويلا".
ويقدم التقرير للمرة الأولي لائحة بأسماء الأطراف المسئولة عن الهجمات على المدارس والمستشفيات، بالإضافة إلى أولئك المتورطين في تجنيد وقتل وتشويه الأطفال، أو ارتكاب العنف الجنسي ضدهم،وذلك تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي تم اعتماده العام الماضي.
وتتضمن لائحة العار أسماء الجماعات المسلحة فى أفغانستان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية والعراق، وكذلك القوات الحكومية السورية.
ودعت اكوماراسوامي إلي ضرورة اتخاذ إجراءات أقوى ضد الجماعات الواردة في لائحة العار ،وقالت "يجب علينا بذل المزيد من الضغوط على هذه الجماعات من خلال فرض العقوبات، وغيرها من الإجراءات التي يتخذها مجلس الأمن، وتوثيق التعاون مع المحاكم الوطنية والدولية.