ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم الأحد أن دولة الفاتيكان تتجه نحو توقيع اتفاق مع إسرائيل ينطوي على اعتراف منها بما أسمته الصحيفة "الوضع القانوني غير الشرعي الذي فرضته إسرائيل في مدينة القدس" . وحصلت "الحياة" على مسودة "الاتفاق الاقتصادي" بين الكرسي الرسولي ودولة إسرائيل، الذي تم التفاوض عليه في اجتماع بين الجانبين في 25 كانون الثاني /يناير الماضي.
وقال مصدر ديبلوماسي عربي في الفاتيكان ل "الحياة" إن "للقاءات بين إسرائيل والفاتيكان قديمة، والدول العربية على اطلاع عليها، لكن يُخشى أن تُضمّن إسرائيل أي اتفاق ما يمكن أن تستغله لاحقاً للإيحاء بأن الفاتيكان غيّر موقفه الملتزم القرارات الدولية في ما يتعلق بوضع القدس".
ورفض مستشار للرئيس محمود عباس التعليق على القضية الآن، واكتفى بالقول ل "الحياة" إن "السلطة الفلسطينية لا تزال تدرسها، وتُجري اتصالات مع الفاتيكان وغيرها من الجهات، وستعلن موقفها إما اليوم الأحد أو غداً".
من جانبها، تنوي حكومة "حماس" عقد مؤتمر صحافي اليوم لإعلان موقفها.
وفي التفاصيل، كشف مدير "مركز الميزان لحقوق الإنسان" عصام يونس ل "الحياة" أمس أن لدى مركزه "نسخة من مسودة الاتفاق المنوي توقيعه الاثنين (غداً) بحسب اتفاق بين دولة الفاتيكان وإسرائيل".
وقال إن "الاتفاق يتضمن اعترافاً بالوضع القانوني غير الشرعي الذي فرضته إسرائيل، كقوة احتلال حربي غداة احتلالها مدينة القدس في الخامس من حزيران (يونيو) عام 1967، على المناطق والكنائس المسيحية التابعة للفاتيكان".
وأوضح يونس أن من أبرز الملاحظات على الاتفاق أن "الفاتيكان دولة ذات سيادة معترف بها في الأممالمتحدة، وموقّعة على اتفاقات جنيف الأربعة وملاحقها الإضافية لعام 1977"، موضحاً أنه "خلال السنوات السابقة، حافظت الفاتيكان على الواقع القانوني للأراضي الفلسطينية، بما فيها القدسالشرقية، وأنها تخضع لأحكام القانون الدولي".
وحذر من أن "الاتفاق الجديد سيُلغي الأحكام الواردة في الاتفاقات السابقة، ويجعل من الأماكن المقدسة، التي هي تحت سلطة الفاتيكان المباشرة، خاضعة للولاية القانونية الإسرائيلية من الناحية التشريعية والنظام القضائي". وقال إنه "في حال تم توقيع الاتفاق غداً سيكون سابقة خطيرة نظراً لمكانة الفاتيكان وما تمثله من مكانة روحية بالنسبة إلى كل مسيحيي العالم".
وعبر عن قلقه العميق من أن "تحذو دول أخرى حذو الفاتيكان، ما قد ينطوي على تغيير في الوضع القانوني للأراضي المحتلة في شكل عام، ومدينة القدس في شكل خاص".
وشدد على أن "الاتفاق المقترح ينطوي على انتهاك مباشر لأحكام وقواعد القانون الدولي والإجماع الدولي، والاتفاقات السابقة الموقعة بين الفاتيكان وإسرائيل". ويشار الى ان نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون سيبدأ اليوم زيارة للفاتيكان على رأس وفد من الخبراء في الوزارة لمواصلة الحوار الاقتصادي بين الجانبين الذي يتناول خاصة مكانة املاك الكنيسة الكاثوليكية في إسرائيل، والشؤون الضريبية .