دعت حنين زوابى النائبة الفلسطينية بالكنيست الاسرائيلى منذ عام 2009 إلى استلهام مشروع نضالي وطني فلسطيني من الثورات العربية بحيث يكون للشعب الفلسطيني مشروع وطني واحد وموحد فى مواجهة ما وصفته بالمشروع الصهيوني الذي يرمى إلى إقامة دولة يهودية وإزالة كل ما هو عربي فلسطيني من الوجود، بل ومن الذاكرة وقالت خلال أمسية "التضامن" التي أقامتها مساء اليوم السبت الجمعية الفلسطينية فى بلجيكا و لوكسمبورج بمناسبة مرور 64 عاما على النكبة و45 عاما على نكسة 1967 أن الشعوب قد تضامنت مع غزة لصمودها فى وجه الاحتلال و ليس لأنها شاكية أو ضحية وأكدت ضرورة عزل إسرائيل دوليا و مقاطعتها و قالت"لا يمكن أن نتوقع تضامنا دوليا ما لم يتم تفعيل مشروع نضال فلسطيني، فلا يوجد شعب فى العالم ينجح فى إنهاء الاحتلال بالاحتكام إلى موازين القوة حيث يجب الاحتكام فقط إلى عدالة القضية الفلسطينية". كما أعلنت النائبة الفلسطينية الشابة ، رفضها التام بأن يسمى الفلسطينيون الذين اختاروا البقاء فى أراضيهم داخل إسرائيل ، بعرب إسرائيل ، لافتة إلى أن نضال هؤلاء ليس بهدف الحصول على حق المساواة وإنما على حق المواطنة وأوضحت أن عرب إسرائيل هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ليس فقط بالوجدان والذاكرة وإنما انطلاقا من أنهم جزء لا يتجزأ من كل مشروع للنضال الوطني، ما جعل إسرائيل تطلق على فلسطينيي الداخل بال"الخطر الاستراتيجي".
وقالت حنين زواري النائبة الفلسطينية بالكنيست الإسرائيلي خلاف الأمسية التي عقدت ببروكسل تحت عنوان "التضامن " نحن لا نحيى النكبة و لكننا نعيش النكبة حيث لا يزال مشروع تهويد الأرض والذاكرة الفلسطينية مستمرا "وأشارت إلى أن إسرائيل تحاول سلب الهوية من الفلسطينيين من خلال مصادرة العلاقة مع الوطن و ليس فقط مصادرة الأرض، فهي تقوم بتغيير أسماء المدن و محو الهوية الفلسطينية والسيطرة على مناهج التعليم و كذلك تعريف العرب بالداخل كعرب إسرائيل.
وأكدت فى سياق مستمر على ارتباط فلسطينيي الداخل بالولاء للوطن وليس بالولاء للحقوق كما أكدت أن النضال الفلسطيني يصطدم مع تعريف إسرائيل كدولة يهودية، وقالت إن نضالنا يتمركز حول حقنا فى هذا الوطن وشددت النائبة الشابة فى خطابها الذي رسمت من خلاله صورة جيده للواقع الفلسطيني المفجع و لما يمكن استخدامه من أدوات فى مواجة إسرائيل، على أن اتفاقية أسلو قد ماتت ووراها الثرى وان إسرائيل تعرف ذلك جيدا ولكنها تستخدمها كورقة من أجل إطالة أمد مفاوضات لا جدوى منها على الإطلاق وأشارت إلى أن 88% من المجتمع الاسرائيلى لا يأخذ بعين الاعتبار وجود قضية فلسطينية وان مسألة الصراع العربي الإسرائيلي ليست مدرجة على أجندة إسرائيل نظرا لغياب مشروع نضال ضد الاحتلال أو ضد إسرائيل" و أكدت على ضرورة أن يدفع المحتل ثمنا لاحتلاله حتى تعود مرة أخرى القضية الفلسطينية إلى الصدارة كقضية عادلة لشعب تم سلب وطنه بالكامل وأكدت أن إسرائيل تتعامل بنفس المنطق الذي وصفته بالكولونيالى (الاستعماري) حيث تقوم ببناء المستوطنات بين القرى وداخل المدن لمنع التواصل الجغرافي بين الاراضى الفلسطينية ،خدمة لمشروعها العنصري الذي يقضى ببناء دولة يهودية مع استئصال جذور ايه دولة فلسطينية فى المستقبل.
و نوهت إلى أن إسرائيل تعمل على تمرير قانون وصفته ب "الأبرتايد" (التمييز العنصري) لأنه يحظر على الفلسطينيين السكن فى بعض المناطق فى إطار سياستها المعروفة "ارض أكثر عرب أقل" ، وحذرت من خطة "النقب" التي تنتهجها إسرائيل فى الوقت الراهن من اجل تهجير ما يقرب من 30 ألف فلسطيني من أراضيهم ودعت إلى فضح المخططات الاسرائلية لالتهام كل الاراضى الفلسطينية إمام الراى العام العالمي، وكشفت النقاب عن زيف الديمقراطية التي تدعيها أمام العالم شارك فى الأمسية التي شهدت حضورا كثيفا من العرب المقيمين فى بلجيكا و كذلك من الأوروبيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، كل من سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، ليلى شهيد والسفير الفلسطيني لدى جامعة الدول العربية الحبيب آدمي، وقد أقيم على هامش الأمسية معرض للمنتجات والمأكولات الفلسطينية.