القلم الرصاص يصنع كائنات حية في ورشة الجزيرة محيط - رهام محمود لوحة خلف طايع تحت عنوان "الرسم بالقلم الرصاص" شارك نحو 22 فناناً بورشة عمل نظمها مركز الجزيرة للفنون مؤخرا ، وعلى بساطة القلم الرصاص فإنه يكشف مدى خبرة الفنان، حيث اعتاد الفنانون تجسد انطباعاتهم مباشرة بواسطته على أسطح ورق الرسم. تقدم الأعمال المميزة بالورشة ضمن صالون الرسم الثاني "أبيض وأسود"، ويقول الفنان محمد رزق مشرف المركز ومنظم الورشة: كان التخطيط في البداية لإقامة صالون الرسم "الأسود والأبيض" في دورته الثانية، ولكن المسافة الزمنية فكرنا في استثمارها وكانت هذه الورشة الفنية للرسم، وفكرنا في أن تتميز بأنها أعمال بالقلم الرصاص فقط فهو خامة وأداة بسيطة جدا، لكن إمكانياتها التعبيرية والجمالية والروحية لمن يجيد تناولها ذات قيمة فنية عالية ، وبالأخص أن الكثير من الفنانين نسوا استخدام الرصاص، وغلب اللون على أعمالهم لاعتبارات اقتصادية حيث أن الجمهور يهوى اللون، وكذلك بسبب دخول الميديا. لوحة هند الفلافلي يضيف: لم أتوقع هذا النجاح الذي حققته الورشة؛ ففي غضون أربعة أيام فقط ظهرت نتائج مذهلة أكدت إمكانيات الفنانين الهائلة كما جاء الإنتاج غزيرا جدا. وبجولة في المعرض نرى لوحات الفنانة غادة عبد الملاك حيث رسمت القط بأوضاعه وحركات جسده المختلفة، كما رسمت الطائر، وظهر بعمل لها شخص يحمل أشياء ثقيلة تعبيرا عن المعاناة، في حين رسم الفنان أشرف رسلان دائرة أعلى اللوحة يسقط ظلها حتى يصل إلى أسفل اللوحة ليصبح خطا مستقيما. واستغل الفنان أسامة عمران خامة الورق والتي الفنان إبراهيم سعد رسم فوقها شجرة كبيرة في إحدى لوحاته لتعطي تأثيرا وملمسا مختلفا يدخل في صياغة اللوحة، وعبر أيضا عن المرأة في لوحات أخرى والتي ارتبطت بعناصر عديدة صاغها الفنان بروح أسطورية معتمدا على الشكل الهرمي في تلك اللوحات. وعبرت الفنانة مي رفقي عن رؤيتها الخاصة للأشخاص، فرسمت أحد الأشخاص مهتمة بإظهار بعض الملامس فوق الجسد. وبخطوط قوية ولينة حول الفنان هشام نوار جسد المرأة إلى خطوط عضوية تتقابل وتتباعد في أجزاء مختلفة من الجسم لتعبر عن ملامحه بصورة جديدة. ورسم عدد من الفنانين "الموديل" بشكله الواقعي كالفنانة هند الفلافي، بالإضافة إلى رسمها بعض البورتريهات بصورة واقعية أيضا. كما اهتم الكثير من الفنانين برسم البورتريه، كالفنان إبراهيم سعد الذي رسم لوحة جميل شفيق بورتريها يحمل صورته، وقدم لوحات صغيرة تبدو مجردة تحمل تأثير بعض الملامس التي رسمها بالرصاص. أما الفنانة هيام عبد الباقي فقد رسمت البورتريه يحمل تفاصيل دقيقة، رسمتها بإتقان شديد تبدو كالملامس المتناثرة، تجمعها خطوط رفيعة تتشابك على سطح اللوحة، حينما تقترب منها تجدها غاية في الدقة، رسمتها بإحساس عميق لتظهر رؤيتها الشخصية لفن البورتريه. كما رسم الزعيم أحمد بورتريهات للمرأة والتي تحمل أسلوبه الخاص الذي يرصدها من زاوية معينة من أسفل الجسد، بحيث يظهر البورترية وكأننا ننظر إليه من أسفل فنجده ضخم ومبالغ في نسبه، يحمل شحنة تعبيرية عالية، بالإضافة إلى صياغة الفنان لوحات أخرى إحداها تصور لوحة الزعيم أحمد الرجل والمرأة، وأخرى بها الأراجوز في أربع صور له مستخدما نفس الأسلوب. ورسم الفنان أبو بكر النواوي بورتريهات لفنانين من الورشة من بينهم الفنانة هيام عبد الباقي، بالإضافة إلى شخصيات أخرى يرسمهم بأسلوب واقعي، مستخدما القلم الرصاص برقة شديدة، تظهر خبرته العالية. أما الفنان أيمن السمري فقدم لوحتين تجريديتين رسمهما بشكل تلقائي، تبدوان وكأنهما رؤية للطبيعة، ورسم الفنان وائل درويش جدارية كبيرة على إحدى حوائط قاعات المركز ظهر فيها شخوصه برؤيته الخاصة، أما الفنانة إيمان عزت قدمت رؤية جديدة للأرض، معبرة عن النباتات والزهور التي تظهر بدرجات الرصاص القاتمة والفاتحة فتزيد من إبرازها. الفنان أبو بكر النواوي الفنان محمد الطراوي رسم "موديل" المرأة في عدة لوحات، إحداهن تنظر، وغيرها تجلس، كما جمع ثلاث فتيات في لوحة وكانهن تطلن من شرفة . أما الفنان رضا عبد السلام فرسم أشخاصه يؤدون حركاتهم المختلفة، أحدهم يمشي ماسكا الكناسة، وغيره يجلس، بالإضافة إلى تناولهم ببعض الأوضاع الأخرى، ورسم أيضا بعض العناصر الأخرى في أعماله كالطيور والنباتات وغيرها. أما الفنان جميل شفيق فقد احتفى أيضا بالأشخاص في لوحاته، التي اتسمت بنفس أسلوبه في لوحاته الحبر الأبيض والأسود، والتي يرسم فيها المرأة بأسلوبه الخاص، كما يصور العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة يحملان السمكة وكأنه طفليهما، بينما الحصان العربي الأصيل يظهر على من بعد في خلفية اللوحة. لوحة إيمان عزت وبالقلم الرصاص أيضا ينفرد الفنان خلف طايع برسم الطبيعة الصامتة، حيث يصور ثلاث حبات من الفاكهة في طبق يوضع على قاعدة، يبرز فيه الظل والنور بقوة من خلال الغامق والفاتح. ومن بين الفنانين المشاركين: هيثم رزق، وئام المصري، مريم عبد الوهاب، وئام سعيد، شيماء محمود، سيد البيباني. كما استضاف المركز فنانين آخرين لم يكونو ضمن الورشة شاركا في العمل.