استنكر مثقفون وفنانون تصريح "الإخوان أسيادك" الذي قاله النائب الإخواني محمد عماد الدين للفنان التشكيلي دكتور صلاح عناني خلال مشاركتهما في برنامج "ناس بوك"، حيث وصف د. حمدي أبو المعاطي نقيب الفنانين التشكيليين تصريح النائب بأنه نوع من "الديكتاتورية الجديدة". وقال د. حمدي في تصريح خاص ل"محيط" أن هذا التصريح يعيدنا إلى النظام البائد، مؤكداً رفضه لهذا التصريح والتجاوز بحق الآخرين، لمجرد الاختلاف واصفاً ذلك بأنه ديكتاتورية.
وفيما يتعلق بموقف النقابة أكد النقيب أن النقابة تعقد اجتماعاً طارئاً لأعضائها من أجل إصدار بياناً يؤكد ضرورة المحافظة على حرية الرأي والتعبير، لافتاً إلى أن ما حدث من النائب يأخذنا إلى بؤرة سوداء غير واضحة المعالم، مشيراً إلى أنه تم إنشاء "جبهة الإبداع المصري" التي أسسها مبدعي مصر على جميع طوائفهم في شهر مارس الماضي من أجل الحفاظ على حرية الإبداع وحق المعرفة وحماية المبدعين، ولتكون ناقوس إنذار لمن تخول له نفسه أن يتطاول على المبدعين في مصر، ومن هذا المنطلق كان يتعين على النائب أن يتحرى الدقة في ألفاظه باعتباره شخصية مسئولة وليس مجرد رأي شخصي له.
ومن جانبه قال الفنان د. محمد عبلة أن الإخوان المسلمين حين يمسكون يمقاليد الحكم سيقفون ضد الإبداع، ويضيقون على المبدعين عبر دعاوى قضائية وغيرها، وليس أدل على ذلك من تصريح نائبهم حين يقول أن الإخوان هم "أسياد الشعب"، وكان يتعين عليه وهو يحاور فناناً أن يتحلى بالذكاء، وألا يصور الجماعة وأنها أفضل من المصريين جميعاً.
ورأى عبلة أن المشكلة الحقيقية التي يحملها التصريح هو كيف سنتعامل مع الجماعة، هل سيكون أسلوب الدعاوى القضائية هو السائد، يجب أن يكون الحوار بين الجماعة ومختلف الأطراف بشكل أوسع لمناقشة حرية الإبداع، وأدان عبلة تصريح النائب، مؤكداً ان هذه هي اللحظة المناسبة للحوار، فهو الحل برأي الفنان محمد عبلة.
الكاتب الكبير أحمد الخميسي أكد أن تصريح "الإخوان أسيادك" يكشف الطابع العنصري والفاشي لثقافة الإخوان المسلمين، كما تكشف حقيقة أحد أفكارهم الجوهرية وهي أنهم أفضل من الآخرين؛ وهي نظرة "فاشية"، أيضاً كتب مؤسس جماعة الإخوان "حسن البنا" في عام 1933 الكثير عن إعجابه بهتلر وموسوليني؛ ولذلك فهذه النظرة تكشف عن تعامل الجماعة مع العمل السياسي بنظرة استعلائية، فحزب "الحرية والعدالة" هو الأفضل بنظرهمن وهذه النظرة الفوقية تشكل خطرا دائما على الثقافة المصرية وعلى الديمقراطية، كما تعبر أيضاً عن رفض الآخر والإستهانة به.
وأكد الخميسي أن النائب لم يتلفظ بهذا التصريح جراء انفعال، لأن الغضب لا يخلق الأشياء لكنه يكشف عنها فقط، لافتاً إلى ان هذه النظرة الاستعلائية هي مكون أساسي من مكونات أعضاء الجماعة، لافتاً إلى أن الإخوان قبل اعتلاء كرسي الحكم، يتعاملون مع المصريين بأنهم عبيد لهم والجماعة هي ال"السيد" .
في رأي مخالف اعتبر الفنان د. عبد الوهاب عبد المحسن أن الفنان صلاح عناني والنائب البرلماني لم يكونا صادقين فيما قالا، لكنه أمر يحدث من باب "الشو" الإعلامي، رافضاً تعميم انفعال النائب وتلفظه بهذا القول – ويقصد "الإخوان أسيادك" – لا يمكن تعميمه على باقي أعضاء الجماعة.
يذكر أن حزب الحرية والعدالة رفض تصريحات النائب عضو الهيئة البرلمانية للحزب، حيث أكد الحزب أن هذه التصريحات مرفوضة شكلا ومضمونا، ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن موقف حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين الذي يقدر كل الآراء والاطروحات حتي لو كانت مخالفة له في الرأي.