كلود مونيه رائد الإنطباعية .. 170 عاما على الميلاد من لوحات الفنان الفرنسي كلود مونيه محيط – رهام محمود اليوم يمر 170 عاما على ميلاد رائد المدرسة الإنطباعية الفنان الفرنسي الشهير "كلود مونييه" والذي تأثر بالألوان المتوهجة التي شاهدها الجزائر عام 1860 خلال فترة إلتحاقه بالجيش، وبسبب مرضه عاد بعد فترة قصيرة لباريس وعاش يبدع أعماله الشهيرة إلى أن رحل في 1926 . يقول كمال الجويلي شيخ النقاد ل"محيط" : في المعرض الذي افتتحه الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي سألني عن رسومي فقلت : لوحتين طبيعة أرى الضوء وأصور المنظر الطبيعي، فسألني : هل ترى الضوء كمانيه أم مونيه ؟ ، ودهشت لسؤاله فمعروف أنه كفيف فكيف عرف فرق الفنانين في استخدام الضوء، وزاد على ذلك طه حسين بأن شرح أن مانيه ألوانه تميل للزرقة بينما مونيه ألوانه تميل للحمرة ، وشرح لي بعض المدارس الفنية حينها . يتابع : حينما عدت للمنزل كنت متأثرا للغاية بكلامه وقرأت عددا كبيرا من الكتب للفنانين العالميين، ومن ضمنهم "مونيه"، الذي لاحظت أنه في مرحلة معينة من التاريخ كانت الحركة الفنية في ذلك الوقت قررت أن تخرج من جدران المراسم إلى الطبيعة، كي يرسموا منها، وهذا أحدث نقلة تاريخية في تاريخ الفن، وبالأخص فن التصوير، فجاءت المدرسة الانطباعية التأثرية التي كان من أبرز فنانيها "مونيه" وأول من تناولها. الفنان العالمي كلود مونيه وانتشرت الأعمال وأصبح كبار رواد المعارض الاثرياء في العالم يقتنون هذه الأعمال، بل ويفخروا بإقتنائهم أعمال مونيه تحديدا. رحلة إبداع ضمت أعمال مونييه مجموعة من اللوحات التي رسمها عن محطة "سان لازار"، كما تميز بتناوله المناظر الطبيعية بحرفية عالية، ومن بين المناطق التي قام برسمها أرجونتويْ وفيتوي. برع أيضا في بداية مشواره الفني في الرسم الكاريكاتيري، وكذلك رسم الأشخاص. رسم الفنان لوحة " نساء في حديقة" في عام 1867؛ حيث صور امرأة تقف في الجانب الأيسر من اللوحة لتنظر على حديقة. كما رسم "مستنقع الضفادع" في عام 1869 والتي تنضم إلى متحف ميتروبوليتن في نيويورك. السيدة أما لوحة "انطباع، شمس مشرقة" التي رسمها عام 1872 فكانت تتميز باسلوب جديد في ذلك الوقت فقد كان لها الفضل في البدء هذا الاتجاه الذي سمي بعد ذلك على اسمها "الانطباعية". بعدها بعام رسم مونيه لوحة الفطور (1873) وهي ضمن مقتنيات متحف أورسي بباريس، ثم سافر في العام الذي يليه (1874) إلى غابة "فونتينيلو" مع مجموعة من الفنانين، من بينهم "رينوار" الذي كان صديقا له، وقاموا هناك برسم الغابات كل منهم بأسلوبه الخاص. وعندما نشبت الحرب الفرنسية الروسية رحل مونيه إلى إنجلترا، وقام برسم المناظر الطبيعية في حدائق لندن. الحرب الفرنسية الروسية وفي نفس العام (1874) تشارك مونيه مع أوغوست رينوار وبعض الفنانين الآخرين كإيدوارد مانية، بيسارو، سورا، وبول سيزان في إقامة معرض لأعمالهم تحت عنوان "صالون المرفوضات"؛ وذلك بسبب رفض عرض أعمالهم في إحدى المعارض، وكانت هذه أولى خطوات مرحلة الحداثة في الفن في مجالي الرسم والتصوير. بعد عام 1890 قام مونيه برسم أكوام التبن التي تتنسق في أشكال مختلفة. وكان يرسم مشهد واحد من الطبيعة في أوقات مختلفة من اليوم الواحد؛ فيظهر المنظر بحالات وانطباعات مختلفة توحي بالتوقيت الذي رسمه فيه، سواء كانت في الظهيرة، أو وقت العصر، أو ليلا، وذلك في عام 1892. كما رسم بعض اللوحات من حديقة منزله. أسلوب مونيه يرى الناقد الجويلي أن مونيه من أوئل الذين تسببت أعمالهم في وضع قانون لتكامل اللوحة الفنية، وهذا التكامل يأتي بما أطلقوا عليه في ذلك الوقت "البقعة القرمزية"، أي أنه بإمكان الفنان ألا يستخدم لونا بعينه، لكنه من الممكن أن يستعيض عنه ببقعة قرمزية، يضعها في موقع ملائم متوازن داخل اللوحة. هذه البقعة تعتبر مركز العمل الفني، بحيث يراها المشاهد وتجتذب عينيه بمجرد أن يطل على اللوحة؛ لأن من طبيعة هذا اللون الساخن "القرمزي" أن يجتذب العين من الوهلة الأولى، ويدور المتلقي ببصره حول هذا العمل بجميع جوانبه متأملا، إلى أن يتشبع إحساسه بجماليات هذا العمل وقيمته العالية. لندن واللمسات هنا عند كبار الفنانين لها ملامس محسوسة ورقيقة في نفس الوقت، وهذا ما ينطبق على "مونيه" تماما، وقد ارتفعت قيمة هذه الأعمال المادية ارتفاعا متسارعا، وانتشرت في متاحف العالم. وفي مجتمعات الأسر الثرية، ومع مرور الزمن ورحيل هذا الجيل من الفنانين، بدأ بعض اصحاب هذه الأعمال من ورثة الأسر الثرية في عرض هذه الأعمال بعد أكثر من خمسين عاما في عدد من المتاحف، ومن أبرزها متحف جوجنهاين في أمريكا، الذي اقتنى هذه الأعمال بعد عرضها بملايين الدولارات، وقد تجاوز سعر بعضها المائة مليون دولار. ويمتاز عمل مونيه بأنه يشعر المتذوق بالحس الموسيقي، وبما اطلقوا عليه موسيقى الألوان، وكأنما هو يستمع إلى سيمفونية لفنان موسيقي عالمي حين يرسم. شاهد لوحات مونيه قطارات لندن والضباب الحب رغم الحروب ثلوج لندن لوحة لمونيه بمتحف لندن كلود مونيه