وصفت صحيفة "ذي كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية الصادرة اليوم الأحد الحكم الذي صدر أمس على الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بأنها المرة الأولى التي يمثل فيها رئيس عربي متنح بشحمه ولحمه أمام محكمة قضاء عادي منذ موجة ثورات "الربيع العربي" التي رجت العالم العربي منذ مطلع العام الماضي والتي جرفت حتى الآن 4 أنظمة حكم استبدادية راسخة. وألقت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - الضوء على مشهد مبارك عقب الحكم عليه بعد إدانته بالتورط في التواطؤ لقتل المتظاهرين خلال الثورة المصرية مطلع العام الماضي - وهو الحكم الذي يأتي قبيل جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية.
ولفتت الصحيفة إلى إدانة القاضي لمبارك بالضلوع في عملية قتل المتظاهرين خلال الثورة التي أنهت 30 عاما من حكمه الاستبدادي لمصر وانتهت به إلى الحياة في السجن.. مشيرة إلى أن هذا الحكم يتزامن مع فترة مشحونة بالأحداث السياسية المصيرية في مصر، حيث تأتي قبل أسبوعين من جولة الإعادة في أول انتخابات رئاسية مصرية حرة قد يكون من شأنها تمكين الإخوان المسلمين من السلطة السياسية في البلاد - وهي الجماعة التي كانت تعد محظورة طوال حكم مبارك- أمام آخر رئيس وزراء للرئيس المخلوع.
واهتمت صحيفة "ذي كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية بوصف المشهد خارج المحكمة، حيث احتج العديد من المتظاهرين مطالبين بعقوبة الإعدام لمبارك، بينما استقبل آخرون الحكم مرحبين بالألعاب النارية وصيحات "الله أكبر" ، واشتبك هؤلاء - ممن أرادوا أن يكون الحكم بالإعدام وأدانوا بعنف السلطة القضائية في عهد مبارك مرددين هتافات " الشعب يريد تطهير القضاء "- مع مؤيدي مبارك.
وأوردت الصحيفة مقتطفات من حديث القاضي أحمد رفعت الافتتاحي للجلسة بأن يوم محاكمة مبارك الموافق 3 أغسطس هو يوم تاريخي .. مضيفا " استيقظ الشعب المصري يوم الثلاثاء 25 يناير، على فجر جديد، على أمل بأن تتنفس مصر الهواء النقي بعد ثلاثين عاما من الظلام البالغ" وبعدها عم الصمت التام اللحظات التي سبقت الحكم، ثم عمت الفوضى والمشاعر المتلاطمة بين الفرح من المناهضين والحزن من الأقلية الموالية لمبارك وتبادل رشق الحجارة بين الفريقين لتأخذ الشرطة نصيبها من الحجارة.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى تصريحات كل من المرشحين اللذين سيخوضان جولة الإعادة يومي 16 و 17 من الشهر الجاري وخاصة قول محمد مرسي أنه في حال نجاحه في جولة الإعادة وفوزه بالسلطة في مصر فسوف يضمن توفير ما يكفي من الأدلة لإبقاء مبارك خلف القضبان مدى الحياة..مضيفا أن إخلاء سبيل مبارك وبراءته غير ممكن أبدا، ووعد شهداء الثورة بأن حقوقهم سترد كاملة إن شاء الله.