صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة الديوان الأول للشاعر العراقي المقيم في كندا فاضل عبد الله سلطان "لا أحدَ يحلمُ للآخر"، ويقع في 104 صفحة من القطع المتوسط وجاءت لوحة الغلاف للفنانة خولة عبد الله سلطان. وعن الديوان يقول الشاعر والصحفي إبراهيم المصري : "هامسًا بما تلقَّاه من الشعر، كتب "فاضل عبد الله سلطان" قصائده القليلة هذه، على امتداد أكثر من ربع قرن، وفي الحقيقة ثمة شعراء، لا يكون الشعر في حد ذاته قضيتهم، وإنما الإنسان، وهذا في رأيي حال "فاضل"، الذي تضج قصائده ببشرٍ كثيرين، هو أولاً كإنسان، شقيقته الشاعرة، حبيبته أو حبيباته، عاشقان ينتحران في نهر دجلة، فماذا يريد شاعر على قلة نصوصه من أنْ تكون هذه النصوص مزدحمة بأنفاس البشر الَّذين أحبهم، أو حتى كرههم". لم ينشغل فاضل بالشعر، تاركاً إياه للمنشغلين وللمشتغلين به، وإنما يكتب كلما ضربه الوجع، ماهرًا في لمساته الحادة، كأنما يخوض مباراة ملاكمة برشاقة عالية: في العشقِ الخطأ والصواب يعنيان الشيء نفسه. ثمة ما هو كامنٌ أيضًا في ظل هذه القصائد القليلة، إنه العراق الكبير، هذا الذي غادره الشاعر عام 1986 إلى مدينة فانكوفر الكندية، ليحيا كما ملايين العراقيين اغترابًا قاسيًا عن بلدهم، الاغتراب كامنٌ أيضًا في ظل هذه القصائد، وقلقُ روح تعرف التسامح الذي يجعل الحياة رحبة، وإنْ كان يترك الكثير من الألم أحيانًا، لكن التسامح هذا يشي بفلسفة القدرة على رؤية الحياة كفرصة يجب أنْ نحياها: إذا قادك قدرك إلى أنْ يهجرك حبيبك ويميل إلى شخصٍ آخر دعه يمر وباركه يا صديقي فالحياة قصيرةٌ جدًا . وهذه قصائد أيضًا على قلتها، فإنها مباركة بصوت الحياة الكثير الذي ينساب من كلماتها الموجزة في الغالب والمسترسلة أحيانًا، وإنْ كانت تبدو كشذرات ضوءٍ أطلقها الشاعر، كلما كان يأتيه الشعر. "فاضل عبد الله سلطان" تأبط بلده في قلبه ومضى إلى العالم الواسع، متأملاً ذاته والإنسان، ومعبأً بذاكرة حوّل بعض مخزونها الهائل إلى قصائد قادرة على أنْ تبقى نضرة ومرهفة". وفاضل عبد الله سلطان شاعر عراقي من مواليد مدينة أربيل شمال العراق من أب عربي وأم كردية، حصل على بكالوريوس الإدارة والاقتصاد في جامعة صلاح الدين، استقر بمدينة مدينة فانكوفر الكندية عام 1986. ومن أجواء الديوان قصيدة "معكِ .. أنا وحيد" : إذا قادك قدرك إلى أنْ يهجرك حبيبك ويميل إلى شخص آخر دعه يمر وباركه يا صديقي فالحياة قصيرةٌ جداً. ( 2 ) هداياه حلَّت محل هداياي وهدايا أخرى ستحلّ محل هداياه أسمع صوتاً يهمس لي: الهدايا معناها الزيف. ( 3 ) تطلب مني صديقتي أنْ أكتب قصيدة بعنوان "قلبي سيارة مفخخة" ( 4 ) تقول لي صديقتي كلما أرى تنيناً في السماء أسأل نفسي: عن ماذا يبحث هذا الحيوان الغريب؟ إنه روحي، عنكِ يبحث. ( 5 ) أنا وصدام كل منَّا في حفرة هو في حفرة أرضية وأنا في حفرة روحية. ( 6 ) تقول لي صديقتي كلما أجد حفرة أتطلع فيها لعلَّني أجدك في داخلها. ( 7 ) عقارب الساعة تجاوزت منتصف الليل جنني الانتظار يبدو أنني سأبحث عنك مرة أخرى في شوارع وحانات المدينة. ( 8 ) معك أنا وحيد. ( 10 ) إلى متى عليَّ أنْ أقضي أيامي أفكر بك أيها السر الحرام العذب