بيروت: صدر عن دار "الغاوون" كتاب للشاعر والمترجم عبدالقادر الجنابي بعنوان "الأنطولوجيا البيانية"، والذي يجمع فيه الجنابي أهمّ النصوص المؤسسة للحداثة الشعرية، والتي تتزامن فيها تجاربُ حقب مختلفة، وأجناس أدبية متضاربة. ويجمع الجنابي في هذه الانطولوجيا أسماء بارزة عديدة من عربية وأجنبية حيث يستعرض تجربة كورت شويترز الصوتية، وبيانات دي إندراد الآكلة للحوم البشر وقصائد جيروترود شتاين التكعيبية؛ ثم يتطرق لأشعار باول تسيلان، وإيروسيات جويس منصور ورثاء لوركا لمصارع الثيران، ومحاولة باتشيكو إعادة تعريف كلمة "شعر"، مروراً بعموديات خواروث وغيرها. الكتاب عبارة عن قصائد وشذرات همّها الأول والأخير تعريف الشعر، وضعها أكثر من ثلاثين شاعراً من كبار شعراء العالم. وبحسب صحيفة "المستقبل" الكتاب عبارة عن مغامرة جديدة لعبدالقادر الجنابي حيث رسم بالشعر نفسه أحوال الشعر وفضاءاته وأفكاره، على لسان شعراء من تجارب مختلفة ومتناقضة، ومن أزمنة متعددة. وقد أوردت صحيفة "المستقبل" مختارات من الأنطولوجيا نقرا منها: نقد الشعر ليونيل راي (ترجمة: أنطوان جوكي) لم ننته بعد من الرومنسيات القديمة من الأقنعة والثمالات، الحُطام والصحارى أسمال القمر والمياه المنوّرة. كان علينا أيضاً، ثملين من الرماد، الاختباء في الليل الشتائي والتقاط الظلال ملء الذراعَين استنطاق الموت الذي هو فكرة باهتة شرشف، استحالة وجود، إخراج القصيدة من الهوّة أو من القُمامة الشهادة لمصلحة أحجار، أفواه، أشجار انتهى الآن العُقام مثلما الإنجازات الزائلة لم يعد لا في الرأس عصفور! ولا أحلام في الأحذية! ولا ذَهَب في الوحل ها نحن الآن ملتحمون مع الثابت، متجاهلين الغيوم القصيدة والعنقاء (مقتطف) بدر شاكر السيّاب (...) وهكذا الشاعر حين يكتب القصيدة فلا يراها بالخلود تنبض سيهدم الذي بنى، يقوّض أحجارها ثم يملّ الصمت والسكونا. وحين تأتي فكرة جديدة، يسحبها مثل دثار يحجب العيونا فلا ترى. إن شاء أن يكونا فليهدم الماضي، فالأشياء ليس تنهض إلا على رمادها المحترق منتثراً في الأفق وتولد القصيدة.