مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية واشتعال السباق بين مرشحى الرئاسة لعام 2012 ، يسعى كل مرشح لاقناع الناخبين ببرنامجه الانتخابى، فى محاولة لاستقطاب الاصوات التى لم تحدد موقفها بعد، والحفاظ على أصوات مؤيديهم. وخلال فترة الدعاية الانتخابية التى تنتهى بإعلان فترة الصمت غدا الاثنين حاول كل مرشح تفادى المطبات الصعبة، وأعطتهم الاسابيع السابقة فرصا متكافئة للدعاية وعرض برامجهم الانتخابية، وطرح الرؤى والافكار فى مختلف القضايا.
انطلاق الماراثون الرئاسى بدأ رسميا فى الثلاثين من شهر ابريل الماضى ،نقاط كثيرة توافقت فيها مختلف البرامج، واخرى اختلفت وتعارضت، والعديد تداخل لمصالح متنوعة حزبية أو طبقية أو فردية، نقاط التلاقى صبت بصفة رئيسية فى إعادة بناء الانسان المصرى، وتوفير الرعاية الصحية، واسترداد الاموال المنهوبة، واصلاح المنظومة الضريبية، وتطوير الرقابة على الاموال، وإصدار تشريعات اقتصادية جديدة تشجع الاستثمار، التوسع فى الاسكان الشعبى وتطبيق الحد الادنى والاقصى للاجور، وعلاج الخلل فى المعاشات، وتشجيع التوسع فى المشروعات الصغيرة وغيرها.
وإذا كانت الرؤية الاقتصادية السليمة هى المفتاح الحقيقى لاختيار الرئيس القادم، فإن السياسة الخارجية هى قضية لاتقل أهمية عن القضية الاقتصادية.
ويتفق المرشحون على مراجعة العلاقات المصرية الامريكية ويؤكد البعض (مثل محمد سليم العوا) على ضرورة تجنب الصدام مع الولاياتالمتحدة واعادة التوازن للعلاقات بين الطرفين والخروج من فلك التبعية السياسية الامريكية، ولم يختلف موقف المرشح حمدين صباحى عن نظرائه من الاسلاميين حيث أكد احتياج مصر لرئيس وطنى مستقل لا يأخذ قراراته من امريكا او اسرائيل ، وربط بين مراجعة هذه العلاقات وما أسماه "نهاية عصر رأسمالية المحاسبين" التى اعاقت من وجهة نظره تحقيق النهضة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
بينما يرى كل من (عمر موسى وأحمد شفيق) من وجهة نظرهما للعلاقات مع الولايات المتحدةالامريكية انه ليس من مصلحة مصر التصادم معها، وأكد موسى انه ليس من انصار تعكير العلاقات بين مصر وامريكا، وأن العلاقات معها يجب ان تقوم على المصالح المشتركة المتوازنة والاحترام المتبادل بعيدا عن نهج النظام السابق فى قبول الاملاءات ، وعلى نفس النهج اكد المرشح أحمد شفيق أن العلاقات بين مصر وأمريكا لا تقتصر على المعونة فقط بل هى علاقة حياة بأكملها.
وبالنسبة للعلاقات المصرية الاسرائيلية اختلف غالبية مرشحى الرئاسة حول ضرورة مراجعتها، فالبعض يرى ضرورة تعديل اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية ، وفريق (عبد المنعم ابوالفتوح وحمدين صباحى) يرى أهمية مراجعة العلاقات المصرية الاسرائيلية ويكمن ذلك فى اعادة النظر فى اتفاقية السلام بين الطرفين.
أما الفريق الثانى (محمد سليم العوا) فهو يرفض تعديل اتفاقية السلام، معتبرا أنها مجرد هدنة مشروطة إذا خالف شروطها أحد الطرفين تكون ملغاة، أما عمرو موسى فقد تعهد بالحفاظ على العلاقات مع اسرائيل والالتزام باتفاقية السلام مادامت إسرائيل ملتزمة بها، وهو تقريبا نفس موقف أحمد شفيق.
وحول القضية الفلسطينية يرى المرشح عبد المنعم أبو الفتوح أنها قضية أمن قومى لمصر ويتفق معه المرشح محمد سليم العوا ويزيد بالدعوة إلى التطبيق مع المقاومة كبديل للعلاقات مع إسرائيل.
ويختلف مرشحى الرئاسة بالنسبة لحل القضية الفلسطينية حيث يجمع المرشحون الاسلاميون وحمدين صباحى على دعم المقاومة الفلسطينية لاجبار الطرف الاسرائيلى على تقديم تنازلات، في حين يرى عمرو موسى أن مصر قادرة على الضغط على اسرائيلوالولاياتالمتحدة لاتباع سياسة أكثر توازنا حيال القضية الفلسطينية والالتزام بالمبادرة العربية للسلام.
وفى مجال التعامل مع القوى الاقليمية الصاعدة يرى كل من أبو الفتوح وحمدين صباحى وسليم العوا أن التحالف معها يعود بمنافع سياسية واقتصادية على مصر، بينما يرى عمرو موسى أن التعامل معها يجب ان يبدأ باستعادة الدور القيادى لمصر فى محيطها الاقليمى .
ويتفق غالبية مرشحى الرئاسة على ضرورة عودة مصر إلى دورها الريادى كقائدة للعالم العربى واستعادة علاقتها الوثيقة بدول القارة الافريقية وتنمية العلاقات مع الدول الاسلامية وإقامة علاقات منفتحة وايجابية مع باقى دول العالم .