سلطت وزارة الأسرى والمحررين الضوء على الأبعاد الإستراتيجية سياسيا وقانونيا وجماهيريا التي تركها إضراب الحركة الأسيرة المفتوح عن الطعام والذي استمر 28 يوما لأكثر من 1300 أسير فلسطيني ، و77 يوما للأسرى الإداريين وعلى رأسهم بلال ذياب وثائر حلاحلة. وقال تقرير للوزارة تلقت "محيط" نسخة منه ان الإضراب الذي انتهى مساء 14/5/2012 على ضوء مفاوضات جرت في القاهرة برعاية مصرية وبحضور ممثل الرئيس عزام الأحمد وبقية الفصائل الفلسطينية، وعرض على اللجنة العليا للإضراب والتي اجتمعت في سجن عسقلان لمدة 7 ساعات سجل مرحلة جديدة في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة، وضعت حدا لمرحلة مظلمة وصعبة عاشها الأسرى منذ أكثر من عشر سنوات.
البعد الرمزي والتضحوي
سجل انتصار الأسرى في معركة الإضراب انتصارا إنسانيا ذو أبعاد رمزية وأسطورية لم تحصل في التاريخ البشري الإنساني تمثل ذلك في أطول إضراب يخوضه أسرى داخل سجون الاحتلال استمر أكثر من 60 يوما ووصل في حده الأقصى إلى 77 يوما، وهو الحد الذي أشار إليه طبيب الصليب الأحمر الدولي الدكتور رائد أبو رابي بأنه لا يستطيع أي إنسان مضرب عن الطعام أن يعيش بعد ذلك.
ومثل الأسرى بلال ذياب وثائر حلاحلة وجعفر عز الدين وحسن الصفدي ومحمد التاج وعمر أبو شلال ومحمود سرسك نموذجا تضحويا مميزا في الصمود طيلة هذه الفترة الطويلة من الإضراب المفتوح عن الطعام والذي شكل رافعة وحالة استقطاب واسعة حركت الضمير العالمي الدولي وسلطت الضوء واسعا على قضية الأسرى وخاصة الاعتقال الإداري.
استعادة هيبة الحركة الأسيرة
الإضراب أعاد للحركة الأسيرة هيبتها وقوتها بعد أن تراجعت منذ فشل إضراب عام 2004، واستفراد إدارة السجون بالأسرى وتجريدهم من كافة حقوقهم الإنسانية والمعيشية، وقد تراجع دور المعتقلين كطليعة وقيادة وعاشوا أوضاعا مأساوية تحت ضغط إدارة السجون وإجراءاتها التعسفية إلى درجة إذلالهم و امتهان كرامتهم وسلبهم كافة انجازاتهم النضالية التي حققوها.
لقد ازداد الوضع سوءا خلال احتجاز الجندي شاليط، وفرضت قوانين وإجراءات عنصرية قاسية على الأسرى، حيث شنت عليهم حملة واسعة من القمع والعقوبات وسحبت منهم الكثير من الحقوق كالتعليم والزيارات وفرض عليهم العزل الانفرادي المفتوح والعقوبات الفردية والجماعية والحرمان من المشتريات والمواد الغذائية والثقافية وغير ذلك.
وقد أعاد الإضراب المكانة والهيبة للأسرى الذين تمردوا على الحياة القاسية والتي عاشوها وأثبتوا من خلال صمودهم أنهم قادرون على المواجهة ورفض كل تلك القوانين والعقوبات التي مست كرامتهم وإنسانيتهم.
الأبعاد الدولية
إضراب الأسرى لقي أصداءا عالمية ودولية من خلال حراك واسع قامت به مؤسسات حقوق الإنسان والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ودول عدم الانحياز ، إضافة إلى تدخل دولي وسياسي بالضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالب المعتقلين.
ولأول مرة يظهر إجماع دولي حول قضية الأسرى ومطالبهم التي تتفق مع روح القوانين الدولية والإنسانية، حيث وضع الإضراب المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والثقافية والإنسانية .