تبحث السعودية والبحرين تعزيز الاتحاد السياسي خلال اجتماع قمة لزعماء دول مجلس التعاون الخليجي اليوم الاثنين يهدف إلى تجميع الجهود لتحييد احتجاجات الشيعة في المنطقة والتي يعتقدون أن ايران تحض عليها. وتنفي إيران انها تقف وراء الاضطرابات بين الشيعة في تلك الدول المنتجة للنفط التي يقودها السنة على الجانب الاخر من الخليج. ولكن بعد قيام انتفاضات شعبية في مناطق اخرى من العالم العربي خلال العام الماضي بدأ زعماء الخليج العرب المتحالفون مع الولاياتالمتحدة يشعرون بقلق من امكان أن تؤدي انتفاضة في البحرين الى وقوع دولة خليجية عربية تحت الهيمنة الايرانية.
وقال الشيخ خالد بن احمد آل خليفة وزير خارجية البحرين بعد محادثات تحضيرية في الرياض الأحد :"إن اجتماع القمة سيبحث كل النقاط بما في ذلك نقاط الاتحاد".
وكشف وزير الخارجية البحريني إنَّه تم اعداد تقريرين لعرضهما أمام قمة الرياض اليوم: أحدهما عن الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجى، والآخر عن امكانية الاتحاد بين السعودية والبحرين كمرحلة اولى.
وقال آل خليفة لصحيفة "الشرق" السعودية :"إن "إمكانية اندماج السعودية والبحرين في اتحاد شمله تقرير اطَّلع عليه وبحثه وزراء الخارجية الليلة الماضية في الرياض، وسيتم عرضه على قادة دول مجلس التعاون خلال اجتماعهم اليوم ".
وأضاف "رغم انتشار أنباء عن إمكانية دخول الرياض والمنامة في اتحاد أوّلي، إلا أنَّ هذا الأمر متروك للقادة بناءً على معطيات تقارير الهيئة الخاصة بدراسة التحول من التعاون للاتحاد، بالإضافة إلى تقرير وزراء الخارجية في المجلس الوزراي".
وتابع "ناقشنا عدداً من القضايا الخاصة بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وهناك اجتماع مزمع مع روسيا"، نافياً الحديث عن الملف السوري، وملمِّحاً في ذات الوقت إلى اجتماعات قادمة بخصوص الشأن اليمني. ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية والبحرين والكويت وقطر ودولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
وعندما التقى زعماء دول مجلس التعاون الخليجي في ديسمبر كانون الاول دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الدول الست إلى التحرك لمرحلة الوحدة في كيان واحد.
وعلى الرغم من ان محللين خليجيين يرون ان الدول الاصغر الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي غير مرحبة بمزيد من التكامل خشية فقد سيادتها وتأثيرها في منطقة عداءات تقليدية فقد تكهن ساسة من البحرين بقيام اتحاد مع السعودية.
وتشهد البحرين التي تحكمها عائلة ملكية سنية مؤيدة لامريكا مثل اعضاء دول مجلس التعاون الاخرين احتجاجات بين اغلبيتها الشيعية منذ اكثر من عام بعد قمعها بشكل مؤقت في مارس اذار 2011 بمساعدة قوات سعودية.
وعززت السعودية الاقتصاد البحريني بالفعل بهدية من النفط لتزويد مصفاة مهمة كما انها تربطها علاقات شخصية وثيقة بعائلة ال خليفة الحاكمة.
وتخشى الرياض من احتمال امتداد الحركة المطالبة بالديمقراطية في البحرين الى منطقتها الشرقية التي يقطنها شيعة وتوجد بها حقول نفط رئيسية.
وستتم متابعة مناقشات اليوم بين الانظمة الحاكمة في الدول الست والتي ستجرى في قصر فخم بالرياض بشكل وثيق في شوارع البحرين حيث نددت المعارضة الرئيسية بفكرة اقامة اتحاد اكبر.
وقال جاسم حسين وهو مسئول كبير في جمعية الوفاق الوطني الاسلامية وهي اكبر جماعة معارضة في البحرين :"إن هدف النظام السعودي في المستقبل هو اقصاء الشيعة في البحرين".
وادلى حسين بهذه التصريحات بعد يوم واحد من قيام محتجين باحراق اطارات سيارات والاشتباك مع الشرطة في احدث تطور خلال 15 شهرا من الاضطرابات التي يقول ناشطون انها ادت الى قتل 81 شخصا . وتقول حكومة البحرين ان المتظاهرين مسئولون عن عدد كبير ممن سقطوا قتلى.
وتعتقد السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم ان ايران هي التي تثير الاضطرابات في البحرين وبين الشيعة في السعودية.
وتؤيد الدولتان جماعات طائفية متعارضة في العراق وسوريا ولبنان وحثت الرياضالولاياتالمتحدة على ضرب البرنامج النووي الايراني الذي تخشى ان يكون الهدف منه صنع قنبلة نووية وهو شيء تنفيه ايران.
ومن بين التهديدات المتصورة الاخرى التي تحفز خطوات التكامل بين دول الخليج العربية القاعدة التي تعزز اعضاؤها خلال الاضطرابات التي نجمت عن الانتفاضة في اليمن.
ويقول محللون انه بتوحيد الصف مع البحرين ستكتسب السعودية مزيدا من السيطرة على امن جارتها الصغيرة وتبعث برسالة الى ايران بوحدة السنة العرب. ولكن لا يرى كل السعوديين ان التكامل فكرة جيدة.
ويقول عبد الله الشمري وهو محلل سياسي سعودي "انه اذا انضمت السعودية للبحرين فانها تغامر باستيراد مشاكلها".
كما تعارض بعض دول مجلس التعاون الخليجي الاخرى ايضا قيام مزيد من الاندماج في المجلس الذي انشيء قبل 31 عاما خشية تقليص الرياض لاستقلالها.