أقدم العشرات من المواطنين الجزائريين بمدينة طولقة بولاية بسكرة الواقعة على بعد 400 كيلومتر جنبو شرق العاصمة الجزائرية مساء اليوم على غلق الطريق بالحجارة والمتاريس وإضرام النار في العجلات المطاطية، احتجاجا على فوز قائمة حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بمدينتهم فى الإنتخابات التشريعية التى جرت أمس فى جميع أنحاء الجزائر. ونقل موقع اخبارى اليكترونى جزائرى عن مصادر محلية قولها أن المتظاهرين الذين ينتمون إلى عدد من الأحزاب السياسية احتجوا على ما أسموه "بالتلاعب" الذي حصل يوم الانتخابات والذي أدى فوز قائمة حزب جبهة التحرير.
وأضافت المصادرأن المتظاهرين قاموا بمنع المركبات من التنقل وسط المدينة خاصة أمام مقر الدائرة"مقرالمدينة" الذي تجمعوا بالقرب منه ، كما رددوا شعارات مناهضة للسلطة والحزب الحاكم.
وكان وزير الداخلية الجزائرى دحو ولد قابلية قد أعلن فى وقت سابق اليوم حصول حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم على 220 مقعدا من أصل 462 في الانتخابات التشريعية محتلا بذلك المركز الأول.
وأوضح الوزير أن التجمع الوطني الديمقراطي الذى يرأسه الوزير الأول أحمد أويحيى المتحالف مع جبهة التحرير حل ثانيا بحصوله على 68 مقعدا، في حين حصل تحالف "الجزائر الخضراء" على 48 مقعدا وتكتل "الجزائر الخضراء" هو تحالف بين ثلاثة أحزاب إسلامية شكل في مارس الماضي، ويضم "حركة مجتمع السلم،" و"حزب النهضة،" و"حزب الإصلاح الوطني".
وأشار ولد قابلية إلى أن نسبة المشاركة العامة في الانتخابات التشريعية بلغت 36،4 في المائة، موضحا أن "المشاركة على المستوى الوطني بلغت 38،44 في المائة بينما بلغت 14 في المائة بالنسبة للجالية المقيمة بالخارج".
ولم تأت نتائج الأحزاب الإسلامية كما كان متوقعا، خصوصا بعد النجاح الذي حققته في دول مجاورة مثل المغرب، وتونس، ومصر، إذ جاء الفرق شاسعا بين المقاعد التي حصل عليها الحزب الحاكم والمتحالفين معه، وبين تكتل الإسلاميين.
وكانت الجزائر قد شهدت بعض الاحتجاجات في بداية موجة ما بات يعرف ب"الربيع العربي،" شتاء 2011، ولكن الحكومة تمكنت من السيطرة عليها، وزادت من وتيرة الإنفاق الاجتماعي مستفيدة من موارد البلاد النفطية الهائلة.