أ ش أ - علقت زعامات المعارضة الموريتانية فجر اليوم الخميس، اعتصامها في ميدان ابن عباس في نواكشوط دون صدام مع قوات الأمن المدعمة بوسائل مكافحة الشغب من كلاب بوليسية وقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. وقال جميل ولد منصور رئيس حزب "تواصل" الإسلامي للصحفيين: "إن المعارضة قررت إنهاء الاعتصام حفاظا على السكينة والسلم الاجتماعي.. واتهم السلطات بتوظيف مجموعة من البلطجة قاموا باشعال نيران قرب ميدان ابن عباس.
ولاحظ مراسل وكالة أنباء الشرق الأويط ، حرق بعض الإطارات وإغلاق بعض الشوارع قرب ميدان الاعتصام قبيل قرار المعارضة فض الاعتصام .
وكانت وحدات أمنية تستعد فجر اليوم الخميس، لاقتحام الاعتصام الذي نظمته المعارضة للمطالبة برحيل الرئيس الموريتاني عن السلطة تحت عنوان ماضون في حسم الرحيل.
وشاهد صحفيون كلابا بوليسية وبعض السيارات التي تحمل خراطيم المياه وعشرات من سيارات الأمن المحملة بمسيلات الدموع .
وكانت العاصمة الموريتانية "نواكشوط" عاشت الأربعاء، وسط حماس غير مسبوق لأنصار المعارضة، وشهد شارع جمال عبد الناصر اعتصاما هو الثاني من نوعه في موريتانيا هذا الشهر.
وقال زعيم المعارضة أحمد ولد داداه: "إن غمامة التغيير بدأت تظل البلد"، مؤكدا أن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز أصبح جزءا من الماضي.
وأوضح ولد داداه؛ في مهرجان منسقية المعارضة امس، في العاصمة نواكشوط، أن رهانهم على التغيير يكمن في الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب، مشيرا إلى أن المرابطين "فتحوا بها البلد، عكس النظام الحالي الذي يسعى إلى تشجيع وتكريس الكراهية العنصرية والفئوية في صفوف المجتمع".
واعتبر ولد داداه أن أي تغيير حقيقي "يجب أن يكون نابعا من كافة فئات المجتمع دون تمييز أو إقصاء"؛ مشددا على أن الموريتانيين "أصبحوا على دراية تامة بأن ولد عبد العزيز لا يجيد غير الخداع والكذب ونهب الثروات"؛ على حد وصفه.
وضرب زعيم المعارضة الديمقراطية مثلا بنساء حي الفلوجة في نواكشوط، على أن ما وصفه بنظام الشعارات "لا يعير المواطن أي اهتمام"، موضحا أنهن يفتقدن إلى المأوى بعد "إقدام النظام على هدم منازلهن".
وحيا ولد داداه الجماهير التي حضرت مسيرة ومهرجان اليوم على "الإصرار على الحضور رغم القمع الذي تعرضت له فجر الخميس"، مؤكدا أن "الداخل يغلي هذه الأيام".
من جانبه، أكد المصطفى ولد بدر الدين نائب رئيس حزب اتحاد قوى التقدم أن الشعب الموريتاني أثبت رفضه ل"أساليب القمع التي ينتهجها النظام بحقه من خلال تزايد أعداده في المسيرات كلما تعرض للتنكيل".
وقال ولد بدر الدين: "إن المعارضة حققت ثلاثة "انتصارات" خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، أولها أن الشعب يمكن أن يرضى بكل شيئ ما عدا القمع"؛ بحسب تعبيره.
وأضاف بدر الدين، أن ما وصفه بالانتصار الثاني هو إظهار أن من شاركوا في الحوار مع النظام "ليسو معارضة، ولا يمكنهم تحريك الشارع"، مشيرا إلى أن "الانتصار" الثالث هو أن الرئيس "أصبح شخصا معزولا، من خلال الهجرة المعكوسة نحو المعارضة على حساب الحزب الحاكم"؛ على حد قوله.
ودعا الرئيس الموريتاني السابق على ولد محمد فال إلى إسقاط النظام والدخول في مرحلة انتقالية من شأنها أن تضع حدا للأزمة السياسية التي تعرفها البلد.