القاهرة: نظم المجلس الأعلى للثقافة مؤخرا الجلسة الأولى من "صالون نجيب محفوظ" والذي تقرر تنظيمه يوم الأحد الثالث من كل شهر في إطار الإحتفال بمئوية الأديب الكبير، وخلال الجلسة نفى الناقد جابر عصفور رئيس المركز القومي للترجمة أن يكون محفوظ عقبة في سبيل تطور الرواية العربية. وبحسب موقع "بوابة الأهرام" الإلكتروني أكد عصفور أنه ليس بإمكان أي أديب مهما كبر حجمه أن يحجب أدبًا قادمًا بعده، وأن معاصرة جيل الكتاب الشباب لكاتب كبير يهدم ما بينهم من التوتر والاستنفار، ويساعدهم للارتقاء بإبداعهم . كذلك اتفق الروائي يوسف القعيد مع عصفور في رفضه لفرضية وقوف محفوظ كعقبة أمام تطور الرواية، مشيراً إلى أن السؤال الذي وجهه رجاء النقاش في حوار له مع محفوظ بمجلة "المصور" حول "هل فرض محفوظ حقًا تأثيرا سلبا على من جاءوا بعده؟" كان بالغ الأهمية خاصة في توقيته عام 1996، لافتاً إلى إجابة محفوظ عليه والتي جاءت كالتالي " أختلف معك اختلافًا موضوعيًا، فالروائي ليس مطلوبًا منه أن يشكل خطوة على من سبقه، هذه القاعدة تصلح في التكنولوجيا وليس في الفن، لايمكن أن آتي عقبة للاحقين بل يمكن أن أصبح عقبة أمام مجايليّ فقد يفكر أحد أبناء جيلي أن يكتب عن تجربة مشابهة لما كتبته في الثلاثية، وهنا قد يشعروا بنوع من المصادرة". وعلق القعيد على إجابة محفوظ بان القضية ليست صراع أجيال ولكنها فكرة التجاوز والعقبة ومحفوظ نفسه اعترف أنه بإمكانه أن يكون عقبة أمام مجايليه وليس للاحقيه. وخلال كلمته قال الروائي أحمد صبري أبو الفتوح أن محفوظ كان أبا مؤسسا للرواية العربية، لكنه كان أيضًا مدركا أنه سيضطلع ليس فقط بدور المؤسس ولكن بدور المطور أيضا، ولهذا صنع في حياته ما صنعته شعوب عدة في حيوات عدة. كما أشار أبو الفتوح إلى أن نجيب محفوظ سئل ذات مرة في السبعينيات عن التحول الذي حدث في كتاباته حينما انتقل من الكتابة عن الرواية التاريخية إلى الواقعية، فقال "عندما كتبت زقاق المدق سخر مني أصدقائي بندوة الأوبرا، وقالوا لي إنك تكتب بأسلوب القرن التاسع عشر، ولكني لم أكتبها سوى بالشكل المفترض أن تُكتب به" أي من واقع المجتمع الذي يقدم إليه عمله.