القاهرة : أثار د. عماد أبو غازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، حالة من الجدل بعد أن صرّح بألا صحة لحيادية المؤرخ وأنه منحاز بطبعه، وأن وهم الحيادية أصاب الكتابة التاريخية بالجفاف. وبحسب الكاتب حسن حافظ بصحيفة "الجريدة" الكويتية، جاءت تصريحات أبو غازي على خلفية تدشين النسخة العربية من كتاب "نظرات جديدة على الكتابة... التاريخية"، الذي ترجمه ا.د. قاسم عبده قاسم أستاذ التاريخ الوسيط في جامعة الزقازيق. جاء الكتاب ليرصد أهم الفروع الجديدة التي ظهرت في مجال العلم التاريخي، وكتبها 12 متخصصاً، وهي تعكس مدى مواكبة الدراسات التاريخية للتغييرات التي طرأت على العالم، بعيدا عن فكرة الحياد ونزاهة البحث . ويرى أبوغازي أن اعتراف المؤرخ بأنه منحاز يعد أفضل درجات الحيادية. مضيفا في الندوة التي شهدتها كلية الآداب جامعة القاهرة لمناقشة الكتاب، أن ادعاء الحيادية أدى إلى توقف المدرسة التاريخية المصرية عن الاستفادة مما وصلت إليه الحضارة الغربية من تقدم في مجال الكتابة التاريخية. على الجانب الآخر رأى د. عطية القوصي أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة القاهرة أن إعلان المؤرخ انحيازه يعني خروجه عن روح العلم ومناهجه، معتبرا أن المؤرخ جامع للمادة التاريخية ومنقّب عنها بصبر ليعيد ربطها ببعضها ورسم المشهد التاريخي مجدداً، مستعيناً في ذلك بالوثائق بمختلف أشكالها والتي لا وجود للتاريخ من دونها. وفي تصريح للصحيفة الكويتية، قال د. عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث في جامعة حلوان: "من يقول بانحياز المؤرخ لا يستطيع أن يكون موضوعياً، فمعنى الموضوعية هو أن تترك حقائق الموضوع تتحدث بشرط الجمع بين كل ما يتعلق بالموضوع، وعدم إخفاء بعض المراجع والمعلومات للانتصار لرؤية ما. هكذا نصل إلى الانحياز الموضوعي، بمعنى أن الحقائق التاريخية هي التي تنحاز إلى رأي معين، لا الانحياز الشخصي الذي يعني عرض التاريخ من خلال رؤية شخصية ناتجة من مذهب أو آراء معينة تؤدي إلى تحول التاريخ إلى تاريخ موجّه".