الرياض: أكدت الدكتورة رفيدة الحبش الداعية الإسلامية أن المسلم عليه أن يترك مالا يعنيه من الأقوال والأفعال من الأقوال والنظر والاستماع والمشي والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه " وهذا الحديث من بين الأحاديث الاربعه التي عليها مدار الإسلام وهي الحلال بين والحرام بين وإنما الأعمال ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وهذا الحديث وقالت في حديثها لفضائية اقرأ، أن على كل مسلم أن يعلم أن على كتفيه ملكان يسطران عليه كل قول أو فعل ويكتبان ذلك في كتاب فإذا مات المرء ودخل قبره طويت هذه الصحف ورفعت فإذا نشره الله يوم القيامة جاء الملك والبسه كتابه في رقبته حيث يقول تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " ويقول أيضا " وكل إنسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ". وأشارت، بحسب موقع "الشروق برس"، إلى أن ترك الإنسان مالا يعنيه المقصود به أيضا ألا نتدخل في شئون الآخرين ونسأل عن أشياء قد تضطر الشخص الذي أمامنا إلى الكذب وهو أمر يرفضه الإسلام ولا يتطابق مع الأخلاق الإسلامية حيث يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم" يا أيها الذين امنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " وقديما قالوا إذا أحببت إنسانا فلا تجعله يستجير منك من كثرة سؤالك عنه وعن أحواله وتدخلك في شئونه . وأضافت أن هناك العديد من المساوئ للكلام في ما لا يعنينا أولها كثرة الذنوب حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه" وثانيها إضاعة الوقت حيث يقول صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه " وثالثها حرمان الرزق حيث يقول صلى الله عليه وسلم " إذا رأيت قساوة في قلبك ووهنا في بدنك وحرمانا في رزقك فاعلم بأنك تكلمت فيما لا يعنيك " ورابعها قساوة القلب حيث قال بعض أهل العلم " ثلاثة أشياء تقسي القلب " الضحك من غير سبب والأكل من غير جوع والكلام من غير حاجة " وخامسها أن من اشتغل فيما لا يعنيه أضاع عليه ما يعنيه وما يهمه . وأوضحت أن من يتحدث فيما لا يعنيه يضيع عليه ووقت العبادة ويضيع عليه أحلى لحظات الدنيا حيث يقول أحد الصالحين " مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أحلى ما فيها قالوا وما أطيب ما فيها قال ذكر الله وما والاه " . وقالت إن هناك عدة فوائد لعدم الخوض فيما لا يعنينا أولها ثقل ميزان حسناتنا حيث قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر "ألا أعلمك بعمل خفيف على اللسان ثقيل في الميزان فقال بلى يا رسول الله فقال الصمت وحسن الخلق وترك مالا يعنيك " ثانيا أن تلقى ربك ساعة لقائه وقلبك مطمئن غير خائف وثالثها أن يكون صاحب هذا الخلق من أهل الجنة ورابعها النجاح والتميز فالإنسان الناجح يكون حريصا على ألا يضيع ثانية واحدة من وقته في الخوض فيما لا يعنيه ولكن كل حركاته وسكناته وقوله وفعله محسوبة عليه ويهدف من ورائها التفوق في الدنيا ورضا المولى عز وجل في الآخرة.