صرح د. عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بأن إسرائيل أثناء احتلال سيناء دمرت الآثار الواقعة على درب الحج المصرى القديم عبر سيناء حيث قاموا ا بتدمير قلعة نخل بوسط سيناء التى تعتبر من أهم محطات هذا الطريق . وقد دمروا جزء منها فى عدوان 1956 وحين احتلوا سيناء كان بها مسجد بمئذنة تم تدميره مع جزء كبير من القلعة ونهبوا محتوياتها وفى طور سيناء دمرت إسرائيل المنطقة الأثرية برأس راية التى تحوى قلعة إسلامية من العصر العباسى واستمر دورها الحضارى حتى العصر الفاطمى كشفت عنها بعثة آثار مصرية يابانية مشتركة . وقد دمرت البلدوزورات الإسرائيلية الجزء الجنوبى الشرقى من منطقة رأس راية الأثرية كما قاموا بتدمير الميناء الأثرى الهام الذى يعود للعصر المملوكى بمنطقة تل الكيلانى بطور سيناء (648-922ه ، 1250- 1516م) . كما دمروا منازل الكيلانى التى بنيت عام 1242ه / 1826م وتعتبر طرازاً فريداً من المنازل المبنية بالكامل بالأحجار المرجانية لتوفرها بكثرة فى هذا الموقع وقاموا بأعمال حفائر بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون التى تقع عند رأس خليج العقبة على بعد 8كم من مدينة العقبة وبناها صلاح الدين عام 567ه 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج . وقامت إسرائيل بأعمال مسح أثرى حول الجزيرة عام 1968وعثروا على آثار حاولوا عن طريقها تزوير تاريخ القلعة بادعائهم أنها ميناء يهودى ويضيف ريحان أن الباحث الإسرائيلى ألكسندر فلندر قام بأعمال مسح أثرى حول جزيرة فرعون عام 1968م بمجموعة من الغواصين البريطانيين والإسرائيليين فى المساحة بين الجزيرة والبر . ونشر بحث عام 1977 فى مجلة متخصصة عن اكتشافات الآثار البحرية ادعى فيه أن قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا يهودية وأن السور الدفاعى المحيط بالجزيرة مكون من كتل حجرية كبيرة وهى من سمات التحصينات اليهودية كما يدعى وأن جزيرة فرعون كانت ميناء ومرسى قديم أيام نبى الله سليمان . وهذا البحث هو المصدر الأساسى فى الغرب عن جزيرة فرعون وهو مصدر معلومات المرشدين اليهود لزوار قلعة صلاح الدين من إيلات (أم الرشراش المصرية) من جنسيات مختلفة وكذلك بعض المرشدين المصريين والأجانب بالقلعة واعتمد على أشياء غير علمية ، وقام الدكتور ريحان بتكذيبها من خلال أعمال الحفر العلمى لبعثة آثار منطقة جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية بعد استرداد سيناء ونشر ذلك فى الدورية العلمية للاتحاد العام للآثاريين العرب تحت عنوان (قلعة صلاح الدين بطابا وادعاءات اليهود) .
وأكدت دراسة الباحث أنه لا يوجد أسلوب مميز للتحصينات اليهودية فى عهد نبى الله سليمان لأنه لا يوجد أى تحصينات باقية من عهد نبى الله سليمان حتى ما يزعمون أنه هيكل سليمان فأثبتت الأدلة الأثرية والتاريخية والدينية عدم وجوده من الأصل وهل كان نبى الله سليمان فى حاجة لتحصين الجزيرة ؟ وضد من ؟ وعلاقات نبى الله سليمان كانت سلمية مع كل جيرانه .
وأشار ريحان إلى أن الحقائق الأثرية تؤكد أن سور القلعة أنشأه القائد صلاح الدين لتحصين القلعة ضد غارات الصليبيين ولتأمين طريق الحج إلى مكةالمكرمة عبر سيناء وذلك بكشف نص تأسيسى خاص بالسور عثر عليه فى الحفائر التى قامت بها منطقة آثار جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1989م فى التحصينات الخاصة بالسور بالجهة الجنوبيةالغربية قرب البحيرة الداخلية وهى لوحة من الحجر الجيرى مكتوبة بالخط النسخى المنقط فى خمسة أسطر بها اسم منشئ هذا السور فى عهد صلاح الدين وهو على بن سختكمان الناصرى العادلى فى أيام الملك الناصر صلاح الدين بتاريخ شهر المحرم عام 584ه . كما عثر على نص تأسيسى خاص بفرن لتصنيع الأسلحة أنشأها صلاح الدين داخل القلعة لقتال الصليبيين وصدت هذه القلعة هجمات وحصار الأمير الصليبى أرناط عام 1182م وتم طرده من القلعة ومطاردته وكان ذلك مقدمة لموقعة حطين واسترداد القدس